- وَعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «لَا آكُلُ مُتَّكِئًا». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ
تخريج الحديث:
حديث أبي جحيفة: رواه البخاري (5398).
فقه الحديث:
مسألة: الأكل متكئًا([1]):
معنى الاتكاء: قيل: أن يأكل الشخص معتمدًا على يده اليمنى أو اليسرى –أي: يميل-، إما على الأرض وإما على الوسادة. والعلة من ترك النبي H له على هذا المعنى: حتى يسهل مرور الطعام إلى المعدة، ويتجنب جلسة المتكبرين عند أكلهم.
وقيل: المتكئ هو المتمكن من جلوسه عند الطعام، من التربع ونحوه. والعلة من تركه على هذا المعنى: حتى لا يكون ذلك سببًا لإكثار الطعام، فيتضرر الشخص، ويشبه أهل التنعم والترف.
والمعنى الأول أقرب.
والأفضل عدم الأكل متكئًا؛ تأسيًا برسول الله H، فقد قال: «لَا آكُلُ مُتَّكِئًا»، وحفاظًا على الصحة، وبقية الجلسات لا بأس بها.
ويسن الجثي على الركبة وظهور الأقدام عند الأكل، يعني يضع الركبتين والقدمين على الأرض، فعن عبد الله بن بسر I قال: «أَهْدَيْتُ لِلنَّبِيِّ H شَاةً، فَجَثَا رَسُولُ اللَّهِ H عَلَى رُكْبَتَيْهِ يَأْكُلُ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: مَا هَذِهِ الْجِلْسَةُ؟ فَقَالَ: " إِنَّ اللَّهَ جَعَلَنِي عَبْدًا كَرِيمًا، وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا عَنِيدًا»، رواه ابن ماجه (1086) وسنده صحيح.
([1]) شرح مسلم (13/191)، لسان العرب (1/200)، روضة الطالبين (5/652)، المغني (13/355)، فتح الباري (10/678)، زاد المعاد (4/221).