- وَعَن ابن عمر قَالَ: كُنَّا نُصِيبُ فِي مَغَازِينَا الْعَسَلَ وَالْعِنَبَ, فَنَأْكُلُهُ وَلَا نَرْفَعُهُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. وَلِأَبِي دَاوُدَ: فَلَمْ يُؤْخَذْ مِنْهُمْ الْخُمُسُ. وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.

(1308) 38- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى L قَالَ: أَصَبْنَا طَعَامًا يَوْمَ خَيْبَرَ, فَكَانَ الرَّجُلُ يَجِيءُ, فَيَأْخُذُ مِنْهُ مِقْدَارَ مَا يَكْفِيهِ, ثُمَّ يَنْصَرِفُ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ, وَصَحَّحَهُ ابْنُ الْجَارُودِ, وَالْحَاكِمُ.

تخريج الحديثين:

حديث ابن عمر L: رواه البخاري (3154)، وقوله: «فَلَمْ يُؤْخَذْ مِنْهُمْ الخُمُسُ»، رواه أبو داود (2701)، وابن حبان (4825) متصلًا، وإسناده صحيح، ورواه البيهقي (9/59) مرسلًا ولا يضر.

حديث عبد الله بن أبي أوفى I: رواه أحمد (4/355)، وأبو داود (2704)، وإسناده صحيح.

فقه الحديثين:

مسألة: تخميس الطعام المغنوم من المعركة⁽[1]⁾:

عامة أهل العلم - إلا من شذ - على أن المجاهد يجوز له أن يأكل من الطعام المغنوم من المعركة، ما دام الطعام في حد القلة وعلى قدر الحاجة، وهو باقٍ في دار الحرب، ولا يخمس هذا الطعام من جملة ما يخمس من الغنيمة، فهذا الطعام لواجده له أكله، ولا يخرج خمسه لبيت المال، فقد قال ابن عمر L:
«كُنَّا نُصِيبُ فِي مَغَازِينَا العَسَلَ وَالعِنَبَ، فَنَأْكُلُهُ وَلَا نَرْفَعُهُ»، أي: لا نرفعه إلى رسول الله H أو أمير الجيش، وفي رواية: «فَلَمْ يُؤْخَذْ مِنْهُمْ الخُمُسُ».

وعن عبد الله بن أبي أوفى I قال: «أَصَبْنَا طَعَاماً يَوْمَ خَيْبَرَ، فَكَانَ الرَّجُلُ يَجِيءُ، فَيَأْخُذُ مِنْهُ مِقْدَارَ مَا يَكْفِيهِ –أي: دون زيادة عن كفايته، لأن الغنيمة لجميع الجيش-، ثُمَّ يَنْصَرِفُ»، ولا يعتبر هذا من الغلول، للحاجة له، كما سبق عند الكلام على الغلول من الغنيمة.

وهذه الأحاديث وغيرها مخصصة لعموم قوله E: ﴿ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ... الآية﴾ [الأنفال: ٤١].