وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «يُدْعَى بِالْقَاضِي الْعَادِلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ, فَيَلْقَى مِنْ شِدَّةِ الْحِسَابِ مَا يَتَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي عُمْرِهِ». رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ.
وَأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ, وَلَفْظُهُ: «فِي تَمْرَةٍ».
حديث عائشة J: رواه أحمد (6/75)، وابن حبان (5055)، والبيهقي (10/96). وإسناده ضعيف، فيه صالح بن سَرْج، وعمرو بن العلاء اليشكري، مجهولا حال.
مسألة: الترهيب من القضاء والترغيب فيه([1]):
لعظم شأن القضاء وخطورة أمره، جاءت أحاديث كثيرة، فيها التخويف والوعيد لمن تولى القضاء، كقوله H: «مَنْ وَلِيَ الْقَضَاءَ فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ»، وقوله: «القُضَاةُ ثَلَاثَةٌ: قَاضِيَانِ فِي النَّارِ، وَقَاضٍ فِي الجَنَّةِ»، وقوله: «يُدْعَى بِالْقَاضِي الْعَادِلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَلْقَى مِنْ شِدَّةِ الْحِسَابِ مَا يَتَمَنَّى، أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي عُمْرِهِ»، وفي لفظ: «فِي تَمْرَةٍ» وهذا في القاضي العادل؛ فكيف بالظالم.
ومن قوي على القيام به وأداء الحق فيه، فهو فضيلة في حقه، وبذلك جاءت الأحاديث الكثيرة المرغبة في هذا العمل، كحديث ابن مسعود I في الصحيحين: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ -وذكر منهما- وَرَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ حَكْمَةً فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا»، وفي صحيح مسلم، أن رسول الله H، قال: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا»، وجعل الشرع أجرًا لمن اجتهد فيه وأخطأ مقابل اجتهاده وبذل وسعه.
([1]) المغني (14/6)، آداب القضاء (24)، الموسوعة الفقهية (33/288).