وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ, وَالدِّرْهَمِ, وَالْقَطِيفَةِ, إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ, وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ». أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ.
حديث أبي هريرة I: رواه البخاري (6435).
مسألة: عابد الدنيا:
وهو المنغمس في محبة الدنيا وشهواتها ومطالبها، فاستعبدته الدنيا بطلبها، صار كالعبد الذليل والأسير الذي لا خلاص له عن أسره، وإذا استعبدته الدنيا بأي شيء - بمال أو جاه أو عمل - صار من شدة حرصه عليها وانشغاله بها، إذا حصل على شيء منها رضي وطابت نفسه، ولو أبعده ذلك عن ربه وشغله عن طاعته.
وإذا فاته شيء منها غضب وسخط، ولم يظهر الرضا عن الله وعن قضائه وقدره، وقد قال H: «تَعِسَ –أي: خاب وخسر- عَبْدُ الدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمِ، وَالقَطِيفَةِ، وَالخَمِيصَةِ -ولم يقل طالب الدينار؛ لأن طالبه لا يكون مذمومًا مطلقًا؛ للحاجة لهذه الأشيا، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ».