وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «خَصْلَتَانِ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنٍ: الْبُخْلُ, وَسُوءُ الْخُلُقِ». أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ, وَفِي سَنَدِهِ ضَعْفٌ.
حديث أبي سعيد الخدري I: رواه الترمذي (1962)، وفي سنده ضعف، ففيه صدقة بن موسى، ضعيف.
مسألة: ذم البخل:
البخل: هو منع ما يطلب مما يقتنى. وهو مذموم عند جميع الفقهاء، فقد كان النبي H يستعيذ منه ففي الصحيحين أنه كان يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْغَمِّ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ»، وعن جابر I أن رسول الله H قال: «يَا بَنِي سَلَمَةَ، مَنْ سَيِّدُكُمْ؟» قَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، وَإِنَّا لَنُبَخِّلُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ»، رواه البخاري في «الأدب المفرد» (ص/296) وسنده حسن، أي: وأي عيب أقبح منه، وفي الحديث: «خَصْلَتَانِ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنٍ –أي: في شخص كامل الإيمان-: الْبُخْلُ, وَسُوءُ الْخُلُقِ».
ويكون البخل محرمًا إذا كان مانعًا لواجب، كزكاة أو صلة رحم، قال تعالى: ﴿ وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ هُوَ خَيۡرٗا لَّهُمۖ بَلۡ هُوَ شَرّٞ لَّهُمۡۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِۦ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ ﴾ [ال عمران: ١٨٠].فإن لم يمنع من واجب؛ فهو مكروه.
والبخل له صور، منها:
- البخل في المال وهو الأصل.
- البخل في النفس، كأن يبخل أن يقدمها في سبيل الله؛ تعلقًا بالدنيا وحرصًا عليها.
- البخل بالجاه، فيبخل بالمنفعة لمن طلبها منه ويحتاج إليها.
- البخل بالعلم، فيبخل في تعليم علمه لمن احتاج إليه، قال تعالى: ﴿ ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ وَيَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبُخۡلِ وَيَكۡتُمُونَ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ ﴾ [النساء: ٣٧]، والمقصود به في الآية: البخل بالمال والتعليم.
وسيأتي الكلام على سوء الخلق فيما بعد.