وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :
«إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ». أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ, وَصَحَّحَهُ.
(1517) 25 - وَلَهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رَفَعَهُ-: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ, وَلَا اللَّعَّانُ, وَلَا الْفَاحِشَ, وَلَا الْبَذِيءَ». وَحَسَّنَهُ, وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ, وَرَجَّحَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَقْفَهُ.
حديث أبي الدرداء I: رواه الترمذي (2002)، وفيه يعلى بن مملك، مجهول. وجاء من حديث عبد الله بن عمرو L: رواه أحمد (2/162)، وفيه أبو سبرة، مجهول، ومن حديث أسامة بن زيد L، رواه الطبراني في الكبير (405)، وفيه عنعنة ابن إسحاق، وللحديث شواهد أخرى بمعناه، فالحديث حسن لغيره.
حديث ابن مسعود I: رواه الترمذي (1977)، والحاكم (1/12)، ورجاله رجال الشيخين، لكن قال ابن المديني: «منكر»، وقال الدارقطني: «الموقوف أصح»، وله طريق أخرى عن ابن مسعود I، مرفوعًا، رواها أحمد (1/416)، والبيهقي (10/193)، وإسنادها حسن.
مسألة: البذاءة والفحش:
البذاءة: هي التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة.
فهذه العبارات حتى لو كانت مطابقة للواقع ينبغي تجنبها، واستعمال الكناية، فمثلًا: يكنى عن البول والتغوط بقضاء الحاجة، والبذيء اللسان يسمى سفيهًا؛ لأن البذاءة غالبًا لا تصدر إلا من جهال الناس وأصحاب العقول الخفيفة.
وأما الفحش: فهو ما عظم قبحه من الأقوال والأفعال، والفحش بالقول ما قبح من القول، وقدح في الأعراض، كالسب والشتم والقذف والتعدي ومجاوزة الحد في القول.
ومما جاء في ذم البذاءة والفحش في القول والنهي عنهما: قوله H: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ –أي: الذي يتكلم في أعراض الناس ويعيبهم، إما في أنسابهم أو أشكالهم أو أعمالهم-, وَلَا اللَّعَّانُ –أي: كثير اللعن-وسيأتي الكلام عليه فيما بعد-, وَلَا الْفَاحِشَ –أي: الذي يتكلم بالكلام القبيح-, وَلَا الْبَذِيءَ –أي: الذي يعبر باللفظ الصريح عن الأمر المستقبح -»
وقوله H: «إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ».
ومن الأسباب الدافعة للفحش: الخبث واللؤم، وسوء الخلق، والاعتياد على مخالطة الفساق، وقصد إيذاء المخاطب.