وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَنْ تَعَاظَمَ فِي نَفْسِهِ, وَاخْتَالَ فِي مِشْيَتِهِ, لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ». أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
حديث ابن عمر L: رواه أحمد (2/118) والبخاري في «الأدب المفرد» (549)، والحاكم (1/60)، وإسناده صحيح.
مسألة: تحريم الكبر:
الكبر: استعظام الإنسان نفسه، والاستهانة بالناس واستصغارهم.
وقد أجمع العلماء على تحريمه، ونص جماعة منهم على أنه من الكبائر، ففي صحيح مسلم، عن ابن مسعود I، قال: قال رسول الله H: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةُ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ». ثم قال: «الْكِبْرَ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْضُ النَّاسِ»، وبطر الحق: رده وجحده. وغمط الناس: احتقارهم وازدراؤهم.
وفي مسلم أيضًا، عن أبي سعيد الخدري I، قال: قال رسول الله H: «احْتَجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتِ النَّارُ يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ»، وقال H: «مَنْ تَعَظَّمَ فِي نفْسِهِ –أي: نزَّل نفسه منزلة العظيم، وهذا كبر في القلب- وَاخْتَالَ في مِشْيَتِهِ –أي: مشى مشية المختال المفتخر، وهذا كبر في الفعل-، لَقِيَ اللهَ وهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ –أي: غضب الله عليه بسبب ذنبه هذا-».
والكبر له ثلاث درجات:
الأولى: أن يكون مستقرًا في القلب، فهو يرى نفسه خيرًا من غيره، ويحتقر غيره، لكن لا يظهر كبره في أفعاله وأقواله.
الثانية: أن يظهر الكبر في أفعاله، فيصعر خده للناس، وينكر على من قصَّر في حقه، ويحب أن يقوم الناس له.
الثالثة: أن يظهر الكبر على لسانه، بالتزكية لنفسه والمفاخرة والسخرية من الناس، والاستنقاص لهم.