وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ, فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
حديث أبي هريرة I: رواه البخاري (6066)، ومسلم (2563).
مسألة: حسن الظن:
وهو ترجيح جانب الخير على جانب الشر، وهو ضد سوء الظن، وقد رغب الشرع به، قال تعالى: ﴿ لَّوۡلَآ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ ظَنَّ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بِأَنفُسِهِمۡ خَيۡرٗا وَقَالُواْ هَٰذَآ إِفۡكٞ مُّبِينٞ ١٢ ﴾ [النور: ١٢]، ففيه تنبيه إلى أن حق المؤمن إذا سمع مقالة في مؤمن أن يحسن الظن، ويبني الأمر فيها على ظن الخير، وقوله تعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ ﴾ [الحجرات: ١٢]، ولم يقل: «كل الظن»؛ لأن بعض الظن حق، وهو أن يظن المؤمن بالمؤمن الخير، وقال H: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ, فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ»، والمراد: النهي عن ظن السوء، فلا يحققه في قلبه ولا جوارحه، وهذا يقتضي الأخذ بحسن الظن، فالتنفير من سوء الظن يلزم منه الأمر بحسن الظن، فعليه: إذا كان سوء الظن من الكذب؛ فحسن الظن من الصدق.