وَعَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَنْ
يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا, يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
حديث معاوية I: رواه البخاري (71)، ومسلم (1037).
مسألة: فضل تعلم العلم الشرعي:
أجمع العلماء على وجوب تعلم العلم الشرعي بالجملة، وتفصيله: أنه يكون واجبًا عينيًا إذا كان هذا العلم مما لا يستغني عنه الفرد، وما لابد من تعلمه، كتعلم بعض مسائل العقيدة، وشروط وواجبات الصلاة، وشروط وواجبات الصيام، ونحوه، وإلا كان من فروض الكفاية.
وتعلم العلم الشرعي من أفضل العبادات، ومن أعظم القربات، ومن أوكد السنن؛ لما له من الفضائل الكثيرة والفوائد العظيمة، ومنها:
- أن طالبه أراد الله له الخير، قال H: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا, يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ»، أي: يعلمه أحكام الدين، ويفهم منه: أن من لم يفقهه الله في الدين لم يرد الله له الخير.
- أنه طريق يوَّصل سالكه إلى الجنة، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة I، أن النبي H، قال: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا،
سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ». - أن المشتغلين به من خيار الناس، ففي البخاري، عن عثمان I، أن النبي H، قال: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ».
- أن الملائكة تتواضع لطالب العلم وتبجله، فعن صفوان بن عسال I، أن النبي H، قال: «إِنَّ المَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ». رواه أحمد (4/239)، والترمذي (96). وإسناده حسن.
- علو مكانة مُحصل العلم ورفعته عند الله، قال تعالى: ﴿ يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ ١١ ﴾ [المجادلة: ١١].
- أنه يرفع الجهل عن المسلم، ويورث الخشية لله، قال تعالى: ﴿ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ ٩ ﴾ [الزمر: ٩]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ ﴾ [فاطر: ٢٨]