وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! أَفْشُوا السَّلَام, وَصِلُوا الْأَرْحَامَ, وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ, وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ, تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ». أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
حديث عبد الله بن سلام I: رواه أحمد (5/451)، والترمذي (2485)، وابن ماجه (1334)، وإسناده صحيح.
مسألة: فضل إطعام الطعام:
قد جعله الشرع من الأسباب الموجبة للجنة، قال تعالى: ﴿ وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا ..... وَجَزَىٰهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةٗ وَحَرِيرٗا ١٢ ﴾ [الانسان: ٨-١٢]، وقوله H: «أَفْشُوا السَّلَام -انشروه وأعلنوه-, وَصِلُوا الْأَرْحَامَ, وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ, وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ, تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ –أي: بأمان-»، وجاء عن جماعة من الصحابة أن النبي H، قال: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا»، فَقَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِمَنْ أَلَانَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَبَاتَ لِلَّهِ قَائِمًا وَالنَّاسُ نِيَامٌ»، رواه أحمد (1/155)، (2/173) وغيره، وهو حديث حسن لغيره.
وجعله رسول الله H، من أفضل أعمال الإسلام، ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو L، قال: سئل رسول الله H، أي الإسلام خير؟ فقال: «أَنْ تُطْعِمَ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأَ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ، وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ»، ويتأكد إطعام الطعام، ويتعين أكثر فيما إذا كان للجائع أو الجار؛ وذلك للأمر به في هذين الموضعين، ففي البخاري عن أبي موسى I، قال: قال رسول الله H: «أَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ، وَفُكُّوا الْعَانِيَ»، وفي مسلم عن أبي ذر I، أن النبي H، قال: «إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ».
