وَعَن أبي هريرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ, وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ, وَحُسْنُ الْخُلُقِ». أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى, وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ.
حديث أبي هريرة I: رواه ابن أبي شيبة (8/331)، وأبو يعلى (6/87)، والحاكم (1/124)، وإسناده ضعيف جدًّا، ففيه عبد الله بن سعيد المقبري، ضعيف جدًّا.
مسألة: مواضع حسن الخلق:
يكون حسن الخلق من الإنسان مع الله، وذلك بالإيمان به والقيام بعبادته ظاهرًا وباطنًا وتصديقه بما أخبر والمحبة له والتوكل عليه والخشية له والإكثار من ذكره، وقد سبق قوله H: «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ».
ويكون من الإنسان مع الناس، بالإحسان إليهم وكف الأذى عنهم والصبر عليهم وبالتعامل معهم بالأخلاق الفاضلة التي يتعدى نفعها إليهم، كالصدق معهم وحسن المعاشرة والعفو والصفح والإيثار لهم، وفي الحديث: «إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ –أي: لا تستوعبونهم بالمال؛ لكثرتهم-, وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ, وَحُسْنُ الْخُلُقِ –أي: ليشملهم منكم بدلًا عن المال بسط الوجه وحسن الخلق-».
ويكون من الإنسان مع الحيوان، بالرحمة به والرفق في معاملته، بتأدية حقوقه وعدم الظلم له والقسوة عليه، ففي الصحيحين عن أبي هريرة I، في الرجل الذي سقى الكلب، فشكر الله له، فقال H: «فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ».
وروى أبو داود (2438) وغيره بإسناد حسن، عن سهل بن الحنظلية I، أن الرسول H، قال: «اتَّقُوا اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ الْمُعْجَمَةِ، ارْكَبُوهَا صَالِحَةً، وَكُلُوهَا صَالِحَةً»، وفي الصحيحين عن ابن عمر L، قال: قال
رسول الله H: «عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ» قَالَ: فَقَالَ: وَاللَّهُ أَعْلَمُ: «لاَ أَنْتِ أَطْعَمْتِهَا وَلاَ سَقَيْتِهَا حِينَ حَبَسْتِيهَا، وَلاَ أَنْتِ أَرْسَلْتِهَا، فَأَكَلَتْ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ».