وَعَنْ أبي هريرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ H: «الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ». أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
حديث أبي هريرة I: رواه أبو داود (4918) والبخاري في «الأدب المفرد» (238)، وإسناده حسن.
مسألة: معرفة عيوب النفس من الآخرين:
إما بقبول نصيحته؛ لأنه يرى من أخيه ما لا يرى من نفسه، فيستفيد من أخيه المسلم معرفة عيوب نفسه، كما يستفيد بالمرآة الوقوف على عيوب صورته الظاهرية المخفية عنه فيراها فيها، ومن قَبِلَ النصيحة أمِنَ الفضيحة، ولو اكتفى بمعرفته بعيوب نفسه بدون غيره لم تحصل له الفائدة الكاملة.
وإما بالنظر في عيوب غيره، فيجعله مرآة لنفسه، فكل ما كرهه ونفر عنه من قول أو فعل أو خلق فليجتنبه، وما أحبه من ذلك واستحسنه فليفعله، وقد قال H: «الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ»، وذلك إما لأن أخاه المؤمن يرشده إلى عيوب نفسه التي لا يطلع عليها، وإما لأنه يرى عيوب أخيه المؤمن فيجتنبها.