الخميس ، ٢٣ يناير ٢٠٢٥ -

الرئيسية

المقالات العامة

 بَابُ الْجُنُبِ يُؤَخِّرُ الْغُسْلَ

 بَابُ الْجُنُبِ يُؤَخِّرُ الْغُسْلَ
4

 بَابُ الْجُنُبِ يُؤَخِّرُ الْغُسْلَ

أي: لا يغتسل مباشرة بعد حدوث الجنابة فيه.

225 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: ثَنَا مُعْتَمِرٌ ( ح ) وَثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: ثَنَا بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَرَأَيْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ أَوْ فِي آخِرِهِ؟ قَالَتْ: رُبَّمَا اغْتَسَلَ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَرُبَّمَا اغْتَسَلَ فِي آخِرِهِ. قُلْتُ: اللهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً. قُلْتُ: أَرَأَيْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ أَوَّلَ اللَّيْلِ أَمْ فِي آخِرِهِ؟ قَالَتْ: رُبَّمَا أَوْتَرَ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَرُبَّمَا أَوْتَرَ فِي آخِرِهِ. قُلْتُ: اللهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً.

قُلْتُ: أَرَأَيْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ أَوْ يُخَافِتُ بِهِ؟ قَالَتْ: رُبَّمَا جَهَرَ بِهِ وَرُبَّمَا خَفَتَ. قُلْتُ: اللهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً.

رجال السند:

  1. مسدد، ابن مسرهد أبو الحسن البصري، ثقة حافظ.
  2. معتمر، ابن سليمان التيمي، أبو محمد البصري، ثقة.
  3. أحمد ابن حنبل، أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني أبو عبد الله البغدادي، أحد الأئمة الأربعة، ثقة حافظ فقيه حجة.
  4. إسماعيل بن علية، إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، أبو بشر البصري، ثقة حافظ.
  5. برد بن سنان، الدمشقي، أبو العلاء مولى قريش، صدوق.
  6. عبادة بن نسي، الكندي أبو عمر الشامي، قاضي طبرية، ثقة فاضل.
  7. غضيف بن الحارث، السكني أبو أسماء الحمصي، مختلف في صحبته.
  8. عائشة I.

شرح الحديث:

«أَرَأَيْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أي: أخبريني عن النبي H.

«كَانَ يَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ أَوْ فِي آخِرِهِ؟» يعني: هل كان يغتسل من الجنابة مباشرة قبل أن ينام، أم ينام ثم يغتسل بعد استيقاظه.

«قَالَتْ: رُبَّمَا اغْتَسَلَ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَرُبَّمَا اغْتَسَلَ فِي آخِرِهِ». يعني: أحيانًا وأحيانًا، وهذا الغرض منه التسهيل والتيسير على الأمة؛ إذ أنه لا يجب الاغتسال من الجنابة مباشرة، وهذا مما لا خلاف فيه بين العلماء.

«قُلْتُ: اللهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً». تعظيمًا لهذا الأمر لما حصل لهذه الأمة من التسهيل والتيسير.

«قُلْتُ: أَرَأَيْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أي: أخبريني عن حال النبي H.

«كَانَ يُوتِرُ أَوَّلَ اللَّيْلِ أَمْ فِي آخِرِهِ؟» يعني: هل كان يصلي الوتر في أول الليل أم في آخره؟

«قَالَتْ: رُبَّمَا أَوْتَرَ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَرُبَّمَا أَوْتَرَ فِي آخِرِهِ». والغالب من حاله أنه كان يوتر في آخر الليل.

لكن لا بأس بالوتر في أول الليل وقد فعله النبي H فقد جاء في الصحيحين أن النبي H قد أوتر من كل الليل، وجاء في رواية «من أوله ووسطه وآخره وانتهى وتره إلى السحر».

وإن كان الأفضل أن يؤخر الوتر إلى آخر الليل فقد جاء في صحيح مسلم من حديث جابر I «وهذا أفضل» وهذا أفضل وقتها لمن قوي على القيام في ذلك الوقت، أما من خشي على نفسه أنه ينام ولا يقوم فجمهور العلماء على أن الأفضل في حقه أن يوتر في أول الليل.

«قُلْتُ: اللهُ أَكْبَرُ» أيضًا استعظامًا لما يسر الله على هذه الأمة.

«الْحَمْدُ لِلهِ» الحمد هو الثناء والشكر، «الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً». الذي جعل في أمر صلاة الوتر سعة إلى قبل دخول وقت صلاة الفجر.

«قُلْتُ: أَرَأَيْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أي: أخبريني.

«كَانَ يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ أَوْ يُخَافِتُ بِهِ؟» إذا قرأ القرآن، هل كان يجهر أم يسر؟ يقرأ في الليل كالتهجد في الصلاة.

«قَالَتْ: رُبَّمَا جَهَرَ بِهِ وَرُبَّمَا خَفَتَ». يعني: ربما أسر، وربما جهر، أحيانًا يسمع من في في الغرفة وأحيانًا يسمع من الحجرة، لهذا كان الأفضل عند جمهور أهل العلم في صلاة الليل الجهر بها لكن إذا أسر بها فلا مانع منه، وإن جهر أحيانًا وأسر أحيانًا فلا مانع، وإن أسر في كل صلاة صلاها من الليل فلا بأس فيه.

«قُلْتُ: اللهُ أَكْبَرُ» يعني الأمر فيه سعة، فالشخص أحيانًا يجهر حتى لا يزعج الآخرين، أو يكتم العبادة، وأحيانًا يحتاج إلى الجهر لطرد الشيطان أو لشعوره بالفتور والملل، أو يريد يسمع من في البيت من أولاده حتى ينشطون، يعينهم بالفعل كما يعينهم بالقول، ويجهر إذا أمن على نفسه الرياء، فالشخص قد يكون داعية للناس إلى العبادة بالقول، ويكون داعيًا لهم بالفعل إذا خشي على نفسه من الرياء.

 «الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سَعَةً». اتساعًا.

والحديث إسناده حسن.

 

4 قراءة
فتاوى الشيخ
المصحف الشريف
مع التفسير
الأكثر زيارة
آخر الإضافات
تهنئة