345 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْجَرْجَرَائِيُّ حِبِّي، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ، فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا.

رجال السند:

1. محمد بن حاتم الجرجرائي الملقب بحبِّي، أبو جعفر العابد، ثقة.
2. ابن المبارك، عبد الله بن المبارك المروزي، ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد.
3. الأوزاعي، عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي أبو عمرو الفقيه، ثقة جليل.
4. حسان بن عطية، المحاربي أبو بكر الدمشقي، ثقة فقيه عابد.
5. أبو الأشعث الصنعاني، شرحبيل بن آده بن كليب، ثقة.
6. أوس بن أوس الثقفي، I.

شرح الحديث:

«سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ»، اختلف العلماء في معناهما.

فقال بعضهم: هما بمعنى واحد جيء بهما لغرض التوكيد.

 وقال بعضهم: غسل رأسه واغتسل غسل باقي الجسد، وخص الرأس هنا لأنه ربما كان كثًّا فاحتاج إلى جهد كبير وربما احتاج إلى غسله بمنظفات.

وقال بعضهم: تسبب في اغتسال غيره، واغتسل هو، وهذا يتحقق في الرجل إذا جامع امرأته.

«ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ»، أشكل على العلماء معنى الكلمتين.

فقال بعضهم: هما بمعنى واحد المراد التوكيد.

وقال بعضهم: بكر في أول الوقت وابتكر في التفرغ لسماع الخطبة من أولها.

وقيل: بكر في أول الصلاة وابتكر في أول الخطبة.

«وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ»، أي: مشى على قدميه ولم يأت راكبًا.

«وَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ، فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ»، اقترب من الإمام وجلس قريبًا منه، فاستمع وأنصت للإمام وهو يخطب، ولم يحصل منه اللغو، إما بالقول: كالكلام وإما بالفعل كاللعب بالحصى.

والدنو من الإمام يوم الجمعة مستحب بالإجماع، لما فيه من إدراك فضيلة الصفوف الأولى ولما يتحقق به من تمام الإنصات والاستماع.

لكن إذا كانت الأماكن ممتلئة فتجلس حيث وصلت حتى لا تتخطى الرقاب وتزاحم الناس.

«كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ» الخطوة المسافة ما بين القدمين عند المشي.

«عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا»، يؤجر كأجر من قام وصام سنة كاملة، وهذا أجر عظيم وفضل كبير لمن حقق ما ذكر.

والحديث إسناده صحيح.