بَابُ الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ
أي: ما جاء من جواز الصلاة في شعر وملاحف النساء.
369 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ بْنِ سُفْيَانَ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، سَمِعَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ يُحَدِّثُهُ عَنْ مَيْمُونَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى وَعَلَيْهِ مِرْطٌ وَعَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ مِنْهُ وَهِيَ حَائِضٌ، وَهُوَ يُصَلِّي وَهُوَ عَلَيْهِ.
رجال السند:
- محمد بن الصباح بن سفيان، الجرجاني أبو جعفر التاجر، صدوق.
- سفيان، ابن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي، ثقة حافظ فقيه إمام حجة عابد.
- أبو إسحاق الشيباني، سليمان بن أبي سليمان الكوفي، ثقة.
- عبد الله بن شداد، الليثي أبو الوليد المدني، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وذكره بعض المترجمين من كبار التابعين الثقات.
- ميمونة، J.
شرح الحديث:
«أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى وَعَلَيْهِ مِرْطٌ» المرط الكساء.
«وَعَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ مِنْهُ» هذا الكساء شمل النبي صلى الله عليه وسلم وشمل بعض نسائه.
«وَهِيَ حَائِضٌ»، يعني: هذا الكساء قد وصل إلى إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في أثناء الدورة الشهرية وهي حائض.
«وَهُوَ يُصَلِّي وَهُوَ عَلَيْهِ»، صلى النبي صلى الله عليه وسلم مع أن زوجته كانت بجواره وهي حائض وهذا الكساء كان النبي صلى الله عليه وسلم مرتديًا له وجزء منه على زوجته هذه وهي حائض.
والحديث إسناد صحيح.
وفيه أنه يجوز الصلاة بجوار المرأة ولو كانت حائضًا، وجواز الصلاة في الثوب الذي ترديه المرأة ولو كانت حائضًا ويجوز الصلاة باللحاف وإن كانت مشتركة بين الرجل وزوجته وهي حائض، كل هذا جائز لأن الأصل الطهارة، ولا يجتنب إلا إذا كانت عليه نجاسة.