الخميس ، ٢٣ يناير ٢٠٢٥ -

الرئيسية

المقالات العامة

 بَابُ الْأَرْضِ يُصِيبُهَا الْبَوْلُ

 بَابُ الْأَرْضِ يُصِيبُهَا الْبَوْلُ
6

 بَابُ الْأَرْضِ يُصِيبُهَا الْبَوْلُ

أي: الأرض إذا أصابها البول كيف تطهر؟

380 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ وَابْنُ عَبْدَةَ فِي آخَرِينَ وَهَذَا لَفْظُ ابْنِ عَبْدَةَ، قَالَ: أَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، فَصَلَّى، قَالَ ابْنُ عَبْدَةَ: رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا وَلَا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ تَحَجَّرْتَ وَاسِعًا، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ بَالَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَأَسْرَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ، صُبُّوا عَلَيْهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ، أَوْ قَالَ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ.

رجال السند:

  1. أحمد بن عمرو بن السرح، أبو الطاهر المصري، ثقة.
  2. ابن عبدة، أحمد بن عبدة بن موسى الضبي أبو عبد الله البصري، ثقة رمي بالنصب.
  3. سفيان، ابن عيينة الهلالي، أبو محمد الكوفي المكي، ثقة حافظ فقيه إمام حجة.
  4. الزهري، محمد بن مسلم بن شهاب، أبو بكر الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه.
  5. سعيد بن المسيب، ابن حزن القرشي المخزومي أحد العلماء الأثبات والفقهاء الكبار.
  6. أبو هريرة، I.

شرح الحديث:

«أَنَّ أَعْرَابِيًّا» أي: جاء من البادية، فقد كان يأتي الأعراب من البادية إلى النبي صلى الله عليه وسلم إما يعلنون الإسلام وإما يتعلمون منه الشرعية وإما يسألونه عن أحكام.

«دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ»، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد.

«ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا وَلَا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا»، الأعراب كانت عند كثير منهم غلظة وجفاوة، فطلب الرحمة من الله سبحانه وتعالى له وللنبي صلى الله عليه وسلم فقط.

«فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ تَحَجَّرْتَ وَاسِعًا»، أي: ضيقت الواسع فرحمة الله واسعة وسعت كل شيء.

«ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ بَالَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ»، بقي قليلًا ثم ذهب وبال في جهة من جهات المسجد.

«فَأَسْرَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ» توجه الناس إليه، وأنكروا عليه لأن البول نجس فلا يصح في المسجد، فطهارة المكان شرط في صحة الصلاة.

«فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»، نهى الصحابة الذين أرادوا أن يزجروه وهو يبول؛ لأنه ربما لو فزعوه وقام لوث أماكن متعددة من المسجد، وربما لوث نفسه مع المسجد، وربما تضرر برجوع البول إذا حبسه فجأة.

«وَقَالَ: إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ» أي: مسهلين على الناس لكي يرغب الناس في الدين ويعتنقون الإسلام ويتمسكون بشعائر الدين، فالتيسير من سمة هذا الدين، وليس التشديد من سمة هذا الدين، فأحكام الشريعة كلها ميسرة وتزاد يسرًا عند وجود الضرورة وعند وجود الأعذار وعند وجود المصالح.

«وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ»، بيان بالتيسير الذي هم عليه، والمعني لم تبعثوا غلظاء، ﴿وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ [آل عمران: 159].

«صُبُّوا عَلَيْهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ، أَوْ قَالَ: ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ»، أي: اسكبوا عليه، والسجل والذنوب: الدلو الممتلئ بالماء، يصب على هذا البول، وقد اتفق العلماء على أن الأرض تطهر بصب الماء عليها إذا كانت النجاسة سائلة، ولا تحتاج إلى دلك، أما إذا كان لها جرم متماسك فتحتاج إلى فرك وإلى رفع أولًا، بشرط المكاثرة في الماء حتى يغمر هذه النجاسة ويغلبها.

والحديث رواه البخاري.

6 قراءة
فتاوى الشيخ
المصحف الشريف
مع التفسير
الأكثر زيارة
آخر الإضافات
تهنئة