باب التغليظ في الانتفاء
أي التشديد في نفي الولد وإنكار الأب انتسابه إليه.
2263 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ حِينَ نَزَلَتْ آيَةُ الْمُتَلَاعِنَيْنِ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَدْخَلَتْ عَلَى قَوْمٍ مَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ، فَلَيْسَتْ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ، وَلَنْ يُدْخِلَهَا اللَّهُ جَنَّتَهُ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ جَحَدَ وَلَدَهُ، وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، احْتَجَبَ اللَّهُ مِنْهُ، وَفَضَحَهُ عَلَى رُءُوسِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ»
رجال السند:
- أحمد بن صالح, المصري, أبو جعفر الطبري, ثقة حافظ.
- ابن وهب, عبد الله بن وهب القرشي, أبو محمد المصري, ثقة, فقيه, حافظ.
- عمرو, بن الحارث بن يعقوب الأنصاري, أبو أمية المصري, ثقة, فقيه, حافظ.
- ابن الهاد, يزيد بن عبدالله بن الهاد الليثي, أبو عبدالله المدني, ثقة, مكثر.
- عبدالله بن يونس, الحجازي, مجهول الحال.
- سعيد المقبري, سعيد بن أبي سعيد المقبري, أبو سعد المدني, ثقة.
- أبي هريرة, صحابي رضي الله عنه.
شرح الحديث:
"أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ حِينَ نَزَلَتْ آيَةُ الْمُتَلَاعِنَيْنِ" نزلت في الرجل يرمي زوجته بالزنا ولا بينه له ولا تعترف المرأة بزناها فيتلاعنا, يبتدأ الرجل يشهد أربع شهادات بالله إنه لن الصادقين فيما رماها به من الزنا, ثم الخامسة أن عليه لعنة الله إن كان كذب عليها, ثم هي تلاعن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين بما رماها به من الزنا, ثم تتم بالخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين, فإذا تلاعنا دفع كل منهما الحد عن نفسه, فالرجل يدفع عن نفسه حد القذف- وهو الجلد ثمانون جلدة, لعدم وجود بينة معه, والمرأة باللعان تدفع عن نفسها حد الزنا – وهو الرجم بالحجارة حتى الموت, فإن رفض أحدهما أن يلاعن أقيم عليه الحد, الرجل حد القذف, والمرأة حد الزنا.
" «أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَدْخَلَتْ عَلَى قَوْمٍ" أي: نسبت لقوم وادعت لهم.
" مَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ" من ليس من نسبهم, وإنما هو من الزنا.
فَلَيْسَتْ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ" أي: ليست من دين الله في شيء يعتبر به ويعتد به, لأن هذه مصيبة كبيرة حيث زنت وادعت أن هذا الولد من هؤلاء القوم
مثلاً: من قومها, أو ادعت أنه من زوجها.
"وَلَنْ يُدْخِلَهَا اللَّهُ جَنَّتَهُ" يعاقبها بأن يحرمها من دخول الجنة, فإن كانت كافرة فلا تدخلها أبداً, وإن كانت مسلمة فلا تدخل دخول أولياً بسبب ذنبها العظيم, وإن دخلت بعد ذلك لأنها موحدة.
" وَأَيُّمَا رَجُلٍ جَحَدَ وَلَدَهُ" أي: أنكر نسب ولده إليه " وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ" أي: وهو يعلم أنه ولده.
" احْتَجَبَ اللَّهُ مِنْهُ" فهو بعيد من رحمة الله.
"وَفَضَحَهُ عَلَى رُءُوسِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ»" أي: أخزاه على رؤوس جميع الخلائق من الأولين والآخرين, لأنه نفى نسب ولده عنه, وهو يعلم أنه ولده, فحرمه من النسب والميراث, وأدخل عليه العار والخزي, فكان عقابه وجزاه أن يخزيه الله يوم القيامة على مرئا من جميع الخلق.