الخميس ، ٢٣ يناير ٢٠٢٥ -

الرئيسية

المقالات العامة

باب في تعظيم الزنا

باب في تعظيم الزنا
9

باب في تعظيم الزنا

أي في قبح فاحشة الزنا ومتى تكون أعظم وأقبح.

2310 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ»، قَالَ: فَقُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ»، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ»، قَالَ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى تَصْدِيقَ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} [الفرقان: 68] الْآيَةَ

رجال السند:

  1. محمد بن كثير, العبدي.
  2. سفيان, الثوري.
  3. منصور, بن المعتمر السلمي, أبو عتاب الكوفي, ثقة, ثبت.
  4. أبي وائل, شقيق بن سلمة الأسدي, أبو وائل الكوفي, ثقة, مخضرم.
  5. عمرو بن شرحبيل, أبو ميسرة الهمداني, ثقة, عابد, مخضرم.
  6. عبد الله, بن مسعود, صحابي رضي الله عنه.

 

شرح الحديث:

«أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ »أي: الذنب أكبر وأقبح, وإلا فكل الذنوب عظيمة قبيحة.

«قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا» أي: تجعل لله نظيراً وشريكاً.

« وَهُوَ خَلَقَكَ » وهو الذي خلقك لا سواه فكيف تشرك به من لم يتفضل عليك بالخلق والإيجاد.

«قَالَ: فَقُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ » من بعد هذا.

«قَالَ: «أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ»أن تقتل ولدك مخافت أن يطعم معك, إما لقلة الطعام إما لصعوبة إيجاده, فقتل ابنه إثاراً لنفسه على منافع دنيوية من أكل أو شرب أو نحوها, والقتل ذنب عظيم وأشده أن يقتل ولده.

 « قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟» يعني: ماذا بعده.

 « قَالَ: «أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ» أن تزني بزوجة جارك وهذا أشد من الزنا بغيرها, لأن المطلوب من الجار أن يحفظ عرض جاره وأن يصون عرضه, وهذا خانه.

« قَالَ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى تَصْدِيقَ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ »يعني: تصديقاً لهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في أن هذه الثلاثة من أقبح الذنوب.

«{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} [الفرقان: 68] الْآيَةَ»

والحديث في الصحيحين.

2311 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: " جَاءَتْ مِسْكِينَةٌ لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ، فَقَالَتْ: إِنَّ سَيِّدِي يُكْرِهُنِي عَلَى الْبِغَاءِ فَنَزَلَ فِي ذَلِكَ ": {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33]

رجال السند:

  1. أحمد بن إبراهيم, الدورقي, أبو عبد الله البغدادي, ثقة, حافظ.
  2. الحجاج, بن محمد المصيصي, أبو محمد البغدادي, ثقة, ثبت.
  3. ابن جريج, عبدالملك بن عبد العزيز بن جريج القرشي, أبو الوليد المكي, ثقة, فقيه, فاضل.
  4. أبو الزبير, محمد بن مسلم بن تدرس القرشي, أبو الزبير المكي, صدوق.
  5. جابر بن عبد الله, صحابي, رضي الله عنه.

شرح الحديث:

«" جَاءَتْ مِسْكِينَةٌ » جارية مملوكة.

«لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ »كانت ملكاً لعبد الله بن أبي  بن سلول الأنصاري.

 «فَقَالَتْ »يعني: لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

«إِنَّ سَيِّدِي » وهو عبد الله بن أبي بن سلول.

«يُكْرِهُنِي عَلَى الْبِغَاءِ »يجبرها على الزنا مقابل أجرة يأخذها.

«فَنَزَلَ فِي ذَلِكَ »أي: أنزل الله في القرآن الكريم.

«{وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33] »أي: لا يجوز لكم أن تكرهوا جواريكم على الزنا, ولا يجوز له أيضاً أن يجعلها تزني ولو برضاها وبدون إكراه, وإنما ذكر هنا الإكراه لأنه الغالب في أمر الإماء, وإلا لو رضيت أيضا بالزنا فلا يجوز أن يأذن لها بالزنا فالزنا محرم بالإكراه أو بالرضا, لكن لما كانت الأمة ضعيفة تخاف من سيدها كان في الغالب أنها تزني مكرهه, وهذا الحديث رواه مسلم.

2312 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، {وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ «غَفُورٌ لَهُنَّ الْمُكْرَهَاتِ»

رجال السند:

  1. عبيد الله بن معاذ, العنبري, أبو عمرو البصري, ثقة, حافظ.
  2. معتمر, بن سليمان التميمي, أبو محمد البصري, ثقة.
  3. أبيه, سليمان بن طرخان, التيمي, أبو المعتمر البصري, ثقة, عابد.

شرح الحديث:

{وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} قَالَ: »سليمان بن طرخان.

« قَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ» بن يسار الأنصاري البصري, ثقة, أخو الإمام الزاهد المعروف الحسن البصري.

«غَفُورٌ لَهُنَّ الْمُكْرَهَاتِ» أي: يغفر الله للأمة إذا أكرهت على الزنا ويبوء بالإثم الذي أكرهها.

 

 

9 قراءة
فتاوى الشيخ
المصحف الشريف
مع التفسير
الأكثر زيارة
آخر الإضافات
تهنئة