الخميس ، ٢٣ يناير ٢٠٢٥ -

الرئيسية

المقالات العامة

عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ : «سَلْ». فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. فَقَالَ: «أَوَغَيْرَ ذَلِكَ?»

عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ : «سَلْ». فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. فَقَالَ: «أَوَغَيْرَ ذَلِكَ?»
4

عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ I قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ H: «سَلْ». فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. فَقَالَ: «أَوَغَيْرَ ذَلِكَ?» , قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ, قَالَ: «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

تخريج الحديث:

حديث ربيعة بن كعب: رواه مسلم (489).

فقه الحديث:

المسألة الأولى: فضل صلاة التطوع:

صلاة التطوع لها فضائل، منها:

  • أنها سبب لعلو الدرجات في الجنة، ففي حديث ربيعة بن كعب I أن النبي H دله على الإكثار من السجود حتى ترفع درجاته في الجنة، فيكون من مرافقي النبي H، فقال له: «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ اَلسُّجُودِ»، وكثرة السجود تحصل بكثرة صلاة النافلة. وأما السجود المنفرد؛ فلا دليل على استحبابه مطلقًا، وإنما يستحب عند المرور بآية فيها سجدة، أو عند حصول النعم الكبرى المتجددة، فمن كثر تنفله كثر سجوده.
  • أنها سبب للحصول على محبة الله D، فروى البخاري عن أبي هريرة I أن النبي H قال: قال الله D: «وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ».
  • أنها سبب لجبر ما نقص من صلاة الفريضة، فقد روي عن أبي هريرة I أن النبي H قال: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ... فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ D: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ». رواه أحمد (2/290)، وأبو داود (864)، والنسائي (1/233)، والترمذي (413)، وابن ماجه (1425)، وصححه الألباني([1]).

المسألة الثانية: أفضل أعمال الصلاة([2]):

الصحيح الذي عليه كثير من السلف والأئمة والفقهاء: أن السجود أفضل أعمال الصلاة؛ لوجود الأدلة المتعددة التي تدل على أفضليته على سائر أعمال الصلاة، فهو أفضل من القيام والركوع والجلوس، ومن هذه الأدلة الآتي:

الأول: حديث ربيعة بن كعب I: «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ اَلسُّجُودِ»، فعبر عن كثرة صلاة التنفل بهذا العمل خاصة، وهذا يدل على أنه جزء أشرف من غيره.

الثاني: ما جاء في صحيح مسلم عن ثوبان I أنه سأل النبي H عن عمل يدخله الله به الجنة، فقال: «عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ»، وهذا فيه من الفضل ما في حديث ربيعة I السابق.

الثالث: ما جاء في الصحيحين أن النبي H قال: «إِنَّ النَّارَ تَأْكُلُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا مَوْضِعَ السُّجُودِ»، فاستثناه من البقية.

الرابع: ما جاء في صحيح مسلم أن النبي H قال: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ»، فالعبد في حال السجود يكون أقرب إلى الله D منه في غيره، وهذا كقوله E: ﴿ كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب ١٩ [العلق: ١٩].

الخامس: ما ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الله D يتجلى لعباده يوم القيامة: «فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ»، فسجودهم في عرصات يوم القيامة دون غيره من أفراد الصلاة يدل على أن السجود أفضل من غيره.

السادس: ما جاء في الأحاديث الصحيحة إذا طلب الناس الشفاعة يوم القيامة من الأنبياء، فيشفع النبي H وفيه: «فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ لَهُ سَاجِدًا»، فوفق إلى السجود؛ لأنه أفضل من غيره، والله أعلم.

 

([1]) صحيح أبي داود (770).

([2]) المجموع شرح المهذب (3/267)، شرح مسلم (6/31)، فتح الباري (3/326)، الإنصاف (2/190).

4 قراءة
فتاوى الشيخ
المصحف الشريف
مع التفسير
الأكثر زيارة
آخر الإضافات
تهنئة