وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ; أَنَّ النَّبِيَّ H كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ سُورَةَ الْجُمُعَةِ, وَالْمُنَافِقِينَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(455) 14- وَلَهُ: عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: كَانَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَفِي الْجُمُعَةِ: [ص:132] بِـ «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى»، وَ «هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ».

تخريج الحديثين:

حديث ابن عباس L: رواه مسلم (879).

وحديث النعمان بن بشير I: رواه مسلم (878).

فقه الحديثين:

المسألة الأولى: ما يقرأ في صلاة الجمعة⁽[1]⁾:

اتفق الفقهاء على أنه يستحب أن يُقرأ في صلاة الجمعة في الركعة الأولى بسورة «الجمعة»، وفي الركعة الثانية بسورة «المنافقين»؛ فعن ابن عباس L: «أَنَّ النَّبِيَّ H كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الجُمُعَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ، وَالمُنَافِقِينَ».

وذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يستحب – كذلك - أن يقرأ في صلاة الجمعة في الركعة الأولى بسورة «الأعلى»، وفي الركعة الثانية بسورة «الغاشية»؛ لما ثبت عن النعمان بن بشير I أن النبي H: «كَانَ يَقْرَأُ فِي العِيدَيْنِ وَفِي الجُمُعَةِ: بِـ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى)، وَ: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ)»، والجمع بين الحديثين أن يقال: إن النبي H كان أحيانًا يقرأ بسورة (الجمعة) و(المنافقين)، وأحيانًا يقرأ بسورة (الأعلى) و(الغاشية).

المسألة الثانية: إمام الناس في صلاة الجمعة⁽[2]⁾:

لا خلاف بين أهل العلم أن من خطب في الناس أنه يصلي بهم، فهذا الذي كان يفعله النبي H والخلفاء من بعده M، وإذا صلى بالناس غير الذي خطب بهم لعذر؛ فلا شيء فيه، بلا خلاف بين العلماء، فقد جاز الاستخلاف في أثناء الصلاة؛ فمن باب أولى في بداية الصلاة، وإذا صلى بهم غير الذي خطب بهم لغير عذر؛ فلا شيء فيه كذلك عند جمهور الفقهاء، وذلك لأن الصلاة منفصلة عن الخطبة، ولكنه خلاف السنة.