وَعَنْ أَنَسٍ I قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ H لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ.
وَفِي رِوَايَةٍ مُعَلَّقَةٍ، وَوَصَلَهَا أَحْمَدُ: وَيَأْكُلُهُنَّ أَفْرَادًا.
(486) 04- وَعَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ, عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ H لَا يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَطْعَمَ, وَلَا يَطْعَمُ يَوْمَ الْأَضْحَى حَتَّى يُصَلِّيَ. رَوَاهُ أَحْمَدُ, وَالتِّرْمِذِيُّ, وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
تخريج الحديثين:
حديث أنس I: رواه البخاري (953)، ورواه عقبه معلقًا، وفيه: «وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا»، وهي رواية منقطعة، لكن جاءت هذه الرواية عند أحمد (3/126) متصلة وفيها: «وَيَأْكُلُهُنَّ أَفْرَادًا»، وإسنادها حسن.
حديث بريدة I: رواه أحمد (5/352، 310)، والترمذي (542)، وابن ماجه (1756)، وابن حبان (2800)، والدارقطني (2/45)، وإسناده حسن. وفي بعض طرقه: «فَيَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ».
فقه الحديثين:
المسألة الأولى: الأكل يوم الفطر والأضحى([1]):
الصحيح الذي عليه جمهور أهل العلم: أنه يستحب لمن سيشهد صلاة العيد أن يأكل يوم عيد الفطر قبل صلاة العيد، وأن يأكل يوم عيد الأضحى بعد أن يرجع من صلاة العيد، وأن يأكل من أضحيته، فقد كان النبي H يفعله.
ويستحب له يوم الفطر أن يفطر بتمرات، وأن يأكلهن وترًا: ثلاثًا، خمسًا، سبعًا، كما قاله جماعة من أهل العلم، لأن هذا الذي كان يفعله النبي H، قال أنس I: «يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ»، وفي رواية: «وَيَأْكُلُهُنَّ أَفْرَادًا».
والحكمة من استحباب الإفطار بالتمر يوم عيد الفطر: لما في الحلو من تقوية البصر، وتنشيط البدن الذي يضعفه الصوم.
المسألة الثانية: وقت صلاة عيد الفطر والأضحى([2]):
لا خلاف بين أهل العلم أن أول وقت صلاة العيد يكون من بعد طلوع الشمس، وينتهي بدخول وقت صلاة الظهر، ويدل على أن وقتها في أول النهار: ما جاء أن النبي H كان يصلي ثم يأكل من أضحيته يفطر عليها في يوم الأضحى، ويفطر في يوم الفطر ثم يصلي بعدها مباشرة، فهذا كله يدل على أن صلاة العيد تكون في وقت مبكر من النهار. وكذلك ما جاء عن عبد الله بن بسر I: «أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّاسِ يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحَى، فَأَنْكَرَ إِبْطَاءَ الْإِمَامِ، وَقَالَ: إِنْ كُنَّا لَقَدْ فَرَغْنَا سَاعَتَنَا هَذِهِ، وَذَلِكَ حِينَ التَّسْبِيحِ»، أي: حين صلاة الضحى، رواه أبو داود (1135)، وابن ماجه (1317) وغيرهما، وإسناده صحيح.
وقد جاءت أحاديث صريحة في تحديد وقت صلاة العيد بما سبق، لكنها ضعيفة.
ويستحب - بلا خلاف بين أهل العلم - أن يبكر أو يعجل في صلاة الأضحى أكثر من صلاة الفطر، لأن الناس يذبحون أضاحيهم بعد صلاتهم، فيحتاجون إلى التبكير.
([1]) المجموع شرح المهذب (5/6)، فتح الباري (3/123)، فتح الباري لابن رجب (8/440).
([2]) المغني (3/265)، بداية المجتهد (1/218)، الأوسط (4/260).