وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ L قَالَ: مَا هَبَّتْ رِيحٌ قَطُّ إِلَّا جَثَا النَّبِيُّ H عَلَى رُكْبَتَيْهِ, وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً, وَلَا تَجْعَلَهَا عَذَابًا». رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ وَالطَّبَرَانِيُّ.

تخريج الحديث:

حديث ابن عباس L، رواه الشافعي في المسند المنسوب إليه (1/253)، وفي سنده إبراهيم بن أبي يحيى، متروك، ورواه الطبراني في «الكبير» (11533)، وفي سنده الحسين بن قيس الرحبي، متروك، فالحديث ضعيف جدًّا.

فقه الحديث:

مسألة: الصلاة والدعاء عند هبوب الريح الشديدة⁽[1]⁾:

ذهب الحنفية والإمام أحمد في رواية إلى أن الصلاة تشرع لهبوب الريح الشديدة، لأنها آية يخوف الله بها العباد، فأشبهت الصلاة عند وجود الكسوف.

وذهب المالكية والشافعية، وهو المذهب عند الحنابلة: إلى أن الصلاة لا تشرع لأجل هبوب الريح الشديدة كما تشرع للكسوف، لأنه لم ينقل عن رسول الله H ولا عن أحد من الصحابة الصلاة عند هبوب الريح الشديدة، وهو الراجح.

ويشرع الدعاء إذا هبت الريح الشديدة، فقد ثبت عن رسول الله H في صحيح مسلم عن عائشة J أنه كان يقول إذا هبت الريح: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا فِيهَا وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِه»، وبنحوه من حديث أبي بن كعب I، رواه الترمذي (2252) بإسناد صحيح، ولفظه: «اللهُمَّ، إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ، وَخَيْرِ مَا فِيهَا، وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ».

وأما الدعاء بقوله: «اللهمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً، وَلَا تَجْعَلَهَا عَذَابًا» فلم يثبت عن النبي H.