الخميس ، ٢٣ يناير ٢٠٢٥ -

الرئيسية

المقالات العامة

عن ابن عباس قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ مُتَوَاضِعًا, مُتَبَذِّلًا, مُتَخَشِّعًا, مُتَرَسِّلًا, مُتَضَرِّعًا, فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ, كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيدِ,

عن ابن عباس قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ مُتَوَاضِعًا, مُتَبَذِّلًا, مُتَخَشِّعًا, مُتَرَسِّلًا, مُتَضَرِّعًا, فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ, كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيدِ,
6

عن ابن عباس قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ H مُتَوَاضِعًا, مُتَبَذِّلًا, مُتَخَشِّعًا, مُتَرَسِّلًا, مُتَضَرِّعًا, فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ, كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيدِ, لَمْ يَخْطُبْ خُطْبَتَكُمْ هَذِهِ. رَوَاهُ الْخَمْسَةُ, وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ, وَأَبُو عَوَانَةَ, وَابْنُ حِبَّانَ.

تخريج الحديث:

حديث ابن عباس L: رواه أحمد (1/230)، وأبو دود (1165)، والنسائي (3/163)، والترمذي (558)، وابن ماجه (1266) وغيرهم، وفي سنده ضعف، ففيه هشام بن إسحاق بن كنانة، الأقرب ضعفه، وقد صحح هذا الحديث بعض أهل العلم([1]).

فقه الحديث:

المسألة الأولى: حكم صلاة الاستسقاء وأين تؤدى([2]):

الصحيح الذي عليه جمهور أهل العلم: أن صلاة الاستسقاء ركعتان، وأنها سنة ثابتة، ويستحب أن تؤدى في المصلى خارج البلدة، وذلك لما ثبت عن النبي H أنه كان يخرج للاستسقاء ويصلي ركعتين في المصلى؛ فعن ابن عباس L قال: «خَرَجَ اَلنَّبِيُّ H... فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ»، وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن زيد I أن النبي H خرج للاستسقاء وخرج معه الناس وصلى ركعتين، وبنحوه من حديث عائشة J كما سيأتي.

والحنفية لا يرون بصلاة الاستسقاء، إنما هو الدعاء والتضرع. والأحاديث السابقة ترد عليهم.

المسألة الثانية: التكبيرات في صلاة الاستسقاء([3]):

الصحيح الذي عليه جمهور أهل العلم: أن صلاة الاستسقاء ليس فيها تكبيرات زائدة قبل القراءة كالتكبيرات في صلاة العيد، فقد ذكر بعض الصحابة أن النبي H صلى في الاستسقاء ركعتين، ولم يذكروا أنه كبر سبعًا في الركعة الأولى قبل القراءة، وأنه كبر خمسًا في الركعة الثانية قبل القراءة، وما جاء في حديث ابن عباس L أنه قال: «فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَمَا يُصَلِّي فِي العِيدِ»، يجاب عليه من وجهين:

  • أن هذا الحديث في سنده ضعف.
  • أن قوله هذا لا يلزم منه أن تكون صلاة الاستسقاء كصلاة العيد في كل شيء، وإنما المراد: أنها تشبه صلاة العيد في أشياء، وهذه الأشياء تعرف بحسب ما ثبت في الأحاديث، فهي كصلاة العيد في العدد والقراءة والجهر وفي وقت أدائها.

فهذا اللفظ مجمل، وليس صريحًا في إثبات التكبيرات في صلاة الاستسقاء كثبوته في صلاة العيد.

ومذهب الشافعية: أنه يكبر قبل القراءة في الأولى سبعًا وفي الثانية خمسًا، كما يفعل في صلاة العيد، لقوله: «يصلي ركعتين كما يصلي العيد».

المسألة الثالثة: صفة الخروج للاستسقاء([4]):

يخرج الناس للاستسقاء متبذلين أي: في غير ثياب الزينة - ولا يتطيبون، متخشعين في مشيهم وجلوسهم، متأنين في المشي، متذللين لله E، عليهم التواضع والسكينة، وهذه مستحبات، لم يرد فيها خلاف بين أهل العلم، وهكذا كان النبي H يخرج للاستسقاء، ففي حديث ابن عباس: «خَرَجَ اَلنَّبِيُّ H مُتَوَاضِعًا، مُتَبَذِّلًا، مُتَخَشِّعًا، مُتَرَسِّلًا، مُتَضَرِّعًا»، فهذا اليوم يوم تواضع وتضرع واستكانة.

فالخروج إلى الاستسقاء ليس كالخروج إلى الجمعة والعيد، فيه الفرح والسرور والزينة.

 

([1]) وحسنه الألباني في الإرواء (665).

([2]) الأوسط (4/319، 327)، المغني (3/337)، فتح الباري (3/179، 207)، فتح الباري لابن رجب (5/201، 210).

([3]) المجموع شرح المهذب (5/103)، المغني (3/335)، شرح مسلم (6/166)، فتح الباري لابن رجب (9/206).

([4]) المغني (3/334)، الموسوعة الفقهية (3/310).

6 قراءة
فتاوى الشيخ
المصحف الشريف
مع التفسير
الأكثر زيارة
آخر الإضافات
تهنئة