عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ L أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ H قَالَ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا, غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
تخريج الحديث:
حديث أبي هريرة I: رواه البخاري (2009)، ومسلم (759).
فقه الحديث:
مسألة: فضل قيام رمضان وصلاة التراويح([1]):
أجمع العلماء على أن قيام ليالي رمضان من آكد السنن؛ لما فيه من أجر وفضل عظيم، فقد قال النبي H قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
«إِيمَانًا» أي: تصديقًا بوعد الله وفضله.
و«وَاحْتِسَابًا» أي: إخلاصًا لله وحده، فيجازى بتكفير ذنوبه.
وأجمع العلماء على مشروعية قيام الليل في رمضان بالصلاة جماعة، وهو ما يعرف بـ(صلاة التراويح)، وقد أقامها النبي H ببعض أصحابه في بعض ليالي رمضان، ثم تركها لعذر، ففي الصحيحين عن عائشة J: «أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ H صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ الْقَابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ H فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ»، ثم أحياها عمر بن الخطاب I في خلافته، فجمع الناس في صلاة قيام رمضان على قارئ واحد لما زال العذر في تركها، وأجمع عليها الصحابة في عصره، وواظب عليها المسلمون قديمًا وحديثًا.
واختلفوا في الأفضل للمسلم: الصلاة مع الجماعة، أو الصلاة منفردا في بيته؟
والصحيح الذي عليه جمهور أهل العلم: أن إقامتها في صلاة الجماعة أفضل، فهذا عمل المسلمين، وقد سبق دليله في صلاة الجماعة.
تنبيه: سبق الكلام على عدد ركعات صلاة القيام في رمضان في ( باب صلاة التطوع).
([1]) المجموع شرح المهذب (4/31)، المغني (2/605)، فتح الباري (2/453).