وَعَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ L: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ H قَالَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ, فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْإِهْلَالِ». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ، وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ, وَابْنُ حِبَّانَ.

تخريج الحديث:

حديث خلاد بن السائب عن أبيه I: رواه أحمد (4/55)، وأبو داود (1814)، والنسائي (5/162)، والترمذي (829)، وابن ماجه (2922)، وفي سنده خلاد بن السائب، مجهول الحال، وللحديث شاهد بنحوه من حديث ابن عباس L رواه أحمد (1/321)، وفيه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، يعتبر به، فالحديث حسن لغيره.

فقه الحديث:

مسألة: رفع الصوت بالتلبية⁽[1]⁾:

قال الظاهرية: يجب على الرجال رفع أصواتهم بالتلبية، لأن النبي H أُمر أن يأمر أصحابه أن يرفعوا أصواتهم بها، والأمر يقتضي الوجوب.

وذهب جمهور أهل العلم إلى استحباب رفع الصوت للرجال، ولا يكون واجبًا، والأمر به في حديث السائب I يحمل على الاستحباب، لإظهار شعائر الإحرام، وهو الراجح.

واستحب جمهور أهل العلم للمرأة أن ترفع صوتها بالتلبية بقدر ما تسمع نفسها ورفيقاتها، وكرهوا لها رفع الصوت بالقدر الذي يسمعه الرجال؛ مخافة الفتنة بها، لهذا كان المسنون لهن في التنبيه في الصلاة: التصفيق دون التسبيح، وهو الراجح.