وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «نَحَرْتُ هَاهُنَا, وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ, فَانْحَرُوا فِي رِحَالِكُمْ, وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ, وَوَقَفْتُ هَاهُنَا وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
تخريج الحديث:
حديث جابر I: رواه مسلم (1218).
فقه الحديث:
مسألة: أين يقف الحاج في عرفة والمزدلفة وأين ينحر في منى([1])؟
لا خلاف بين أهل العلم أن الحاج يقف في أي مكان من عرفة، وفي أي مكان من المزدلفة، إذا كان متأكدًا أنه داخل عرفة والمزدلفة، وليس خارجها، والعلامات واضحة ومنتشرة التي تبين حدود هذين المكانين من جهتهما الأربع.
والأفضل أن يقف في عرفة عند الصخرات أسفل جبل عرفة المشهور بجبل «الرحمة»، لأنه المكان الذي وقف عنده النبي H في عرفة، وقد قال النبي H: «وَوَقَفْتُ هَاهُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ».
والأفضل أن يقف في المزدلفة عند المشعر الحرام، وهو جبل صغير فيها، فقد وقف النبي H عنده، وقال: «وَوَقَفْتُ هَاهُنَا وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ»، والمراد بـ«جمع»: المزدلفة، وسميت بذلك؛ لأن الناس يجتمعون فيها في الجاهلية وفي الإسلام.
ولا خلاف بين العلماء أن «منى» كلها منحر، فللحاج أن ينحر هديه في أي موضع من «منى»، إذا كان متأكدًا أنه داخل «منى» وليس خارجها، ولها حدود معينة يسهل على الناس معرفتها، وقد قال النبي H: «نَحَرْتُ هَاهُنَا، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ، فَانْحَرُوا فِي رِحَالِكُمْ»، أي: فاذبحوا في أماكن جلوسكم في «منى».
([1]) المغني (5/267، 285، 290)، بداية المجتهد (1/376).