وَعَنْ أَبِي بِكْرَةَ  قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ يَوْمَ النَّحْرِ... الْحَدِيثَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(773) 32- وَعَنْ سَرَّاءَ بِنْتِ نَبْهَانَ  قَالَتْ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ  يَوْمَ الرُّءُوسِ فَقَالَ: «أَلَيْسَ هَذَا أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ?». الْحَدِيثَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

تخريج الحديثين:

حديث أبي بكرة I: رواه البخاري (1741)، ومسلم (1679).

وحديث سراء بنت نبهان J: رواه أبو داود (1951)، وفيه ربيعة بن عبد الرحمن بن حصين، مجهول، فالإسناد ضعيف، وله شواهد يرتقي بها إلى الحسن كما سيأتي.

فقه الحديثين:

المسألة الأولى: الخطبة يوم النحر⁽[1]⁾:

يستحب للإمام - أو من ينوبه - أن يخطب يوم النحر في منى، ويبين للحجاج حرمة دم ومال وعرض المسلم، ويعلم الحجاج ما يحتاجون لمعرفته فيما بقي من حجهم، فقد فعل ذلك رسول الله H، رواه عنه جماعة من الصحابة، منهم أبو بكرة وعبد الله بن عمر M، كما في الصحيحين، وقد جزم هؤلاء الصحابة بتسميتها خطبة.

وهذا مذهب الشافعية والظاهرية، والصحيح عند الحنابلة، وهو الراجح.

المسألة الثانية: الخطبة في أيام التشريق⁽[2]⁾:

يستحب للإمام - أو من ينوبه - أن يخطب بالحجاج في اليوم الثاني من أيام التشريق، فعن سراء بنت نبهان قالت: «خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ H يَوْمَ الرُّءُوسِ»، وسمي بذلك؛ لأن الناس يأكلون رؤوس الهدي والأضاحي في ذلك اليوم، ثم قالت: «فَقَالَ: اليْسَ هَذَا أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ؟»، وروى أبو داود (1952) عن رجلين من بني بكر قالا: «رَأَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ H يَخْطُبُ بَيْنَ أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ»، وإسناده صحيح، وروى الإمام أحمد (5/411) بإسناد صحيح عن أبي نضرة عمن «سَمِعَ خُطْبةَ رَسُولِ اللَّهِ H فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ»، وهذا مذهب الشافعية والحنابلة والظاهرية، وهو الراجح.

ويعلم الخطيب الناس فيها أمر العقيدة والعبادة ويعظهم ويرشدهم.