وَعَنْ أَبِي قِلَابَةَ, عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «أَفْرَضُكُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ». أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ, وَالْأَرْبَعَةُ سِوَى أَبِي دَاوُدَ, وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ, وَابْنُ حِبَّانَ, وَالْحَاكِمُ, وَأُعِلَّ بِالْإِرْسَالِ.
تخريج الحديث:
حديث أنس I: رواه أحمد (3/183، 280)، والنسائي في الكبرى (7/363)، والترمذي (3791)، وابن ماجه (154) وغيرهم، ورجاله ثقات، ولكن أعله جماعة من الحفاظ كالدارقطني والبيهقي بالإرسال([1])، وهو الصواب.
فقه الحديث:
لا خلاف بين العلماء أن تعلم الفرائض من واجبات الكفاية، فلا يجوز لجميع الأمة ترك تعلمه، كسائر علوم الشريعة، ولا يجب على كل أحدٍ تعلمه، وقد جاءت أحاديث في فضل تعلم الفرائض وكلها ضعيفة، منها حديث: «الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ فَضْلٌ آيَةٌ مُحْكَمَةٌ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ»، رواه ابو داود (8/66)، وابن ماجه (1/21) وغيرهما، وحديث: «تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ، وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ»، رواه الترمذي (8/138)، والبيهقي (6/208) وغيرهما([3])، وفي حديث الباب: «أَفْرَضُكُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ»، أي: أعلمكم بها، وهذا خطاب للصحابة، وفيه إشادة به.
وقد حرص كثير من العلماء على الأخذ بآراء زيد بن ثابت I في الفرائض، وليس هذا بلازم، فالحديث معل، وأيضًا لا يلزم منه سلامة زيد I من الخطأ مطلقًا، فربما أخطأ هو وأصاب غيره من الصحابة.
([1]) تلخيص الحبير (3/92).
([2]) المغني (9/5)، عون المعبود (8/66)، العذب الفائض (ص/12)، شرح الرحبية (52).
([3]) الإرواء (1664).