وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا, فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
تخريج الحديث:
حديث أبي موسى الأشعري I: رواه البخاري (2810)، ومسلم (1904).
فقه الحديث:
أجمع العلماء على أن المجاهد للكفار يجب عليه أن يقصد من جهاده لهم: إعلاء كلمة الله وابتغاء الأجر من الله، كسائر القربات والعبادات، فلا تقبل إلا بنية خالصة لله E وحده، فقد قال النبي H: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ»، وقال H: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
وإذا نوى الجهاد في سبيل الله، وكان يطمع في نفس الوقت بالغنائم، فلا تبطل نيته، ولا زال مأجورًا على جهاده عند جمهور العلماء، وهو الراجح إذا كان غرضه من الجهاد إعلاء كلمة الله E، وهذا هو الباعث له، بغض النظر عنده وجدت الغنائم أم لم توجد، حصل عليها أم لم يحصل.
فقد قال E: ﴿ وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةٗ تَأۡخُذُونَهَا ﴾ [الفتح: ٢٠].
وفي ]الصحيحين[ عن أبي هريرة I أن النبي H قال: «...أَوْ يَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ مَعَ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ».
وفي ]صحيح مسلم[ عن عبد الله بن عمرو L أن النبي H قال: «مَا مِنْ غَازِيَةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَيُصِيبُونَ الْغَنِيمَةَ إِلَّا تَعَجَّلُوا ثُلُثَيْ أَجْرِهِمْ مِنَ الْآخِرَةِ وَيَبْقَى لَهُمُ الثُّلُثُ»، فحصل لهم بعض الأجر، وبقي لهم البعض الآخر يدخر لهم في الآخرة، ولم يحكم بفناء أجرهم.
([1]) فتح الباري (6/109)، منحة العلام (9/25).