وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّعْدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الْعَدُوُّ». رَوَاهُ النَّسَائِيُّ, وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
تخريج الحديث:
حديث عبد الله بن السعدي I: جاء عنه من طريقين، وهو حديث صحيح، رواه أحمد (5/270)، والنسائي (7/146) والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (2631)، وابن حبان (4866).
فقه الحديث:
الصحيح الذي عليه جمهور العلماء: أن الهجرة باقية إلى يوم القيامة، وأنها لم تنسخ، فقد ثبت عن النبي H أنه قال: «لَا تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ العَدُوُّ»، أي: أنها دائمة ما دام القتال باقيًا بين المسلمين والكفار.
وروى الإمام أحمد (1/192) عن معاوية I قال: قال رسول الله H: «لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ، وَلَا تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا»، وإسناده حسن.
وأما قوله H: «لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ»، فليس المراد منه نسخ حكم الهجرة، وإنما المراد منه النص على عدم الهجرة من مكة بعد فتحها، لأنها قد صارت أرض إسلام، أو أن المراد به: لا هجرة واجبة وإنما مستحبة؛ جمعًا بين الأدلة.
([1]) المغني (13/150).