عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ». أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ.
(1477) 10 - وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا, وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ».
(1478) 11 - وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً, فَأَكْثِرْ مَاءَهَا, وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ». أَخْرَجَهُمَا مُسْلِمٌ.
حديث جابر I: رواه البخاري (6021).
حديث أبي ذر I: رواه مسلم (2626).
حديث أبي ذر I: رواه مسلم (2625).
وهو بذل النفع للآخرين، من قول أو فعل، ومن أمر ديني كالنصيحة والتعليم أو مصلحة دنيوية، وصنع المعروف له أجر كأجر الصدقة، قال H: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ»، ولو كان نفعه يسيرًا، كالكلمة الطيبة وبذل السلام وطلاقة الوجه، وقد قال H: « لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا -أي لا تستهن من المعروف بشيء -، وَلَوْ أَنْ تَلَقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ»، أي: ولو على الأقل أن تستقبل أخاك المسلم بوجه بشوش مسرور، لا عبوس مقتر، فلك عليه أجر؛ لأن كل معروف فيه أجر؛ فعلى هذا: بذل المعروف للآخرين يقدر عليه كل مسلم؛ لتوسع مجالاته وسهولته.
يستحب للمسلم أن يتفقد جيرانه بين حين وآخر، ويسأل عن حالهم ويمد يد العون إليهم، ويتعهدهم بما استطاع، من مال أو ملبس أو طعام أو شراب، ويحرص إذا صنع طعامًا أن يكثر منه حتى يبقى لجيرانه منه شيء، ولو بإكثار الماء فيه، حتى يزداد عن حاجة أهل البيت، فيعطي ما زاد لجيرانه، فقد قال H: «يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً، فَأَكْثِرْ مَاءَهَا، وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ»، أي: اعط جيرانك منه.
ويقدم من الجيران الأقرب بابًا؛ لحق القرب، والجار من الأقارب؛ لحق القرابة، والجار الأكثر فقرًا؛ لشدة حاجته؛ ولضعف حاله.