2025/01/01
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ  يَوْمًا, فَقَالَ: «يَا غُلَامُ! احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ, احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ, وَإِذَا سَأَلْتَ

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ  يَوْمًا, فَقَالَ: «يَا غُلَامُ! احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ, احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ, وَإِذَا سَأَلْتَ
فَاسْأَلْ اللَّهَ, وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ, وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.


تخريج الحديث:

حديث ابن عباس L: رواه أحمد (4/409)، والترمذي (2516)، وإسناده حسن.

فقه الحديث:

المسألة الأولى: حفظ حدود الله:

من حفظ حدود الله وراعى حقوقه وامتثل أمره واجتنب نهيه؛ حفظه الله في دنياه من الأذى والآفات والمكروهات في بدنه وأهله وماله، وينصره على عدوه ويوفقه ويسدده، وحفظه في دينه بأن يثبته على الإيمان إلى يوم لقائه، ويمنع ما يفسد عليه دينه ويقيه عذابه وعقابه في الآخرة، وقد قال H:
«احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ أي: من مكاره الدنيا والآخرة -، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ -أي: تجد الله معك في كل أحوالك بالنصر والحفظ والتوفيق والسداد -».

المسألة الثانية: سؤال الله والاستعانة به:

الاستعانة: طلب العون في جلب منفعة أو دفع مضرة.

ولا خلاف بين العلماء أنه لا يجوز الاستعانة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، كإطالة عمر أو إنزال غيث، ومنه قوله تعالى: ﴿ إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ
نَسۡتَعِينُ ٥
[الفاتحة: ٥]، فحصر العبادة والاستعانة بالله وحده.

ولا خلاف بينهم أنه يجوز الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه من أمور الدنيا، في حدود الأسباب العادية، كأن يستعين به في حمل متاع، أو بذل مال، أو شفاعة عند سلطان، أو إعطاء طعام.

وكذلك سؤال غير الله أمرًا من أمور الدنيا إن كان لا يقدر عليه إلا الله؛ فلا يطلب إلا منه، وإلا كان شركًا، وإن كان مما يقدر عليه المخلوق؛ فيجوز عند الضرورة أو الحاجة الشديدة، أو سؤال ذي سلطان، وإلا كان محرمًا باتفاق الفقهاء.

ومع جواز الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه وسؤال غير الله في حالات، إلا أن الأفضل أن لا يستعان ولا يسأل إلا الله مطلقًا؛ تحقيقًا لكمال التوحيد؛ وكمال الافتقار والتوكل على الله، والاستغناء التام به عن خلقه، وقد قال H: « إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ»، فهذا العموم يشمل جميع الصور.

هذه الصفحة طبعت من - https://sheikh-tawfik.net/art.php?id=1383