- وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ, وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ». أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ, وَابْنُ مَاجَهْ, وَسَنَدُهُ قَوِيٌّ.
حديث أنس I: رواه أحمد (3/198)، والترمذي (2499)، وابن ماجه (4251)، وإسناده ضعيف، ففيه علي بن مسعدة، فيه ضعف.
أجمع العلماء على أنه لا يَسْلَم أحد من بني آدم من الوقوع في الذنب، لكنهم بين مستقل ومستكثر، ما عدا الأنبياء، فعن أبي أيوب I قال: قال
رسول الله H: «لَوْلَا أَنَّكُمْ تُذْنِبُونَ، لَخَلَقَ اللَّهُ خَلْقًا يُذْنِبُونَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ» رواه مسلم، وفي الحديث: كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ –أي: يقع في الخطيئة-, وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ».
واتفق العلماء على أن التوبة من المعصية واجبة فورًا على كل مذنب، قال تعالى: ﴿ وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ﴾ [النور: ٣١]، وقال تعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوۡبَةٗ نَّصُوحًا ﴾ [التحريم: ٨].
وأجمع العلماء على أن من جاء بالتوبة بشروطها، وهي التوبة النصوح،
أن الله يقبل توبته ويغفر ذنبه، قال تعالى: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٞ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا ثُمَّ ٱهۡتَدَىٰ ٨٢ ﴾ [طه: ٨٢]، وقال سبحانه: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوۡبَةٗ نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمۡ سَئَِّاتِكُمۡ ﴾ [التحريم: ٨]، وقال تعالى: ﴿ إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَئَِّاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ ﴾ [الفرقان: ٧٠].
وقد اتفق العلماء على أنه يشترط لقبول التوبة: الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم العودة لفعله، وأكثر العلماء على أنه يشترط لصحة التوبة: الندم على فعل الذنب، فيتحسر ويتألم على فعله في الماضي، ويشعر بأنه مذنب ويكون ندمه لله، وخوفًا من عقابه، وخشية الحرمان من الجنة.
ويجب عليه رد المظالم والحقوق إلى أهلها باتفاق الفقهاء، إذا كانت المعصية في حقوق الآخرين، فالإقلاع عن الذنب لا يتم إلا برد الحقوق إلى أهلها
([1]) الموسوعة الفقهية الكويتية (14/124).