عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1497 - وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «اتَّقُوا الظُّلْمَ, فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ, وَاتَّقُوا الشُّحَّ, فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ». أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
تخريج الحديثين:
حديث ابن عمر I: رواه البخاري (2447)، ومسلم 2579).
حديث جابر I: رواه مسلم (2578).
فقه الحديثين:
الظلم: هو التعدي على الغير في نفسه أو ماله أو عرضه بغير حق.
وله عواقب وخيمة، منها.
- أن الظلم ظلمات، فيسلب من الظالم النور يوم القيامة، فلا يكون له نور يستضيء به في ذلك اليوم، قال H: «الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
- أنه سبب لدخول النار، قال تعالى: ﴿ إِنِّيٓ أُرِيدُ أَن تَبُوٓأَ بِإِثۡمِي وَإِثۡمِكَ فَتَكُونَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلنَّارِۚ وَذَٰلِكَ جَزَٰٓؤُاْ ٱلظَّٰلِمِينَ ٢٩ ﴾ [المائدة: ٢٩].
- استيفاء المظلوم لحقه من الظالم يوم القيامة، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة I، قال: قال رسول الله H: «لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقُرَنَاءِ».
- أخذ الله الظالم بغته، ففي الصحيحين عن أبي موسى أن النبي H قال: «إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ».
- الظلم سبب لإفلاس الظالم يوم القيامة، فعن أبي هريرة I أن النبي H، قال: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ». رواه مسلم.
- تبرؤ النبي H من الظالم، فعن كعب بن عجرة I قال: قال النبي H: «سَتَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ يَكْذِبُونَ وَيَظْلِمُونَ فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ». رواه أحمد (4/243) وغيره، وإسناده صحيح.
ومعناه: شدة الحرص على الشيء، وجشع النفس عليه، والطمع فيما ليس له.
وهو مذموم بالكتاب والسنة، قال تعالى: ﴿ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٩ ﴾ [الحشر: ٩]، فمن سلم من الشح فقد أفلح، وقال H: «اتَّقُوا الشُّحَّ –أي: احذروه-، فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ –أي: كان سببًا لهلاك الأمم السابقة -، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ»، فالحرص الشديد على المال والطمع والجشع أدى بهم إلى أن قتل بعضهم بعضًا، واستباحوا ما حرم الله عليهم.
وسيأتي الكلام على صفة البخل قريبا إن شاء الله.