وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبَهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ». أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
حديث أنس I: رواه البزار في مسنده (12/348)، وإسناده ضعيف، ففيه الوليد بن المهلب، والنضر بن مُحْرِز، مجهولان، وقال المصنف في كتابه «مختصر الزوائد» (2/455): «المتن موضوع، وهو من كلام الحسن البصري».
يحرم البحث عن المستور من أمور الناس، وتتبع عوراتهم، والتفتيش عن العيوب، والتجسس عليهم، وإظهار ما ستر الله من ذنوبهم، فقد روى الإمام أحمد (4/421) بإسناد صحيح، عن أبي برزة الأسلمي I، أن رسول الله H، قال: «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ». ففيه أن غيبة المسلمين وتتبع عوراتهم من خُلق المنافقين، ومن تتبع عوراتهم فضحه الله في الدنيا، ولو كان في بيته مخفيًا من الناس، ويفضحه يوم القيامة بكشف عيوبه، فالواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس والتتبع لعيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه، فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه ولم يتعب قلبه، وسلم من الإثم، وفي الحديث: «طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ».