وَعَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ جَدِّهِ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ, فَيَكْذِبُ; لِيَضْحَكَ بِهِ الْقَوْمُ, وَيْلٌ لَهُ, ثُمَّ وَيْلٌ لَهُ». أَخْرَجَهُ الثَّلَاثَةُ, وَإِسْنَادُهُ قَوِيٌّ.
حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده: رواه أحمد (5/3)، وأبو داود (4990)، والنسائي في الكبرى (10/74)، والترمذي (2315)، وإسناده حسن.
قال العلماء: يحرم الكذب لإضحاك الناس، فقد جمع فاعله بين الكذب -وهو من المحرمات- وبين الضحك الذي كثرته تقسي القلب وتورث الغفلة وتذهب المهابة والوقار، وأيضًا يترتب عليه تلفيق الكذب على أشخاص معينين لإضحاك السامعين، وهذا يؤذي من كذب عليه ولا يحبه، وأيضًا يتشجع الناس لنقلها في المجالس؛ لإضحاك من حضر، فيكون من إشاعة الكذب، وأيضًا يلتبس على الناس هل هو حق أم باطل؟ فيختلط الحق بالباطل، ويُسهِّل على الشخص الكذب؛ لأن الناس يعجبهم الضحك، وربما زاد مع الكذب التحقير والسخرية ممن يكذب عنهم، وأيضًا يُجَرِّئ الناس على اصطناع الكذب؛ لهذا جاء الوعيد الشديد في حق فاعله، فقال H: «وَيْلٌ -وهو وادي في جهنم- لِلَّذِي يُحَدِّثُ, فَيَكْذِبُ; لِيَضْحَكَ بِهِ الْقَوْمُ, وَيْلٌ لَهُ, ثُمَّ وَيْلٌ لَهُ»، كررها ثلاثًا؛ لبيان عظم الذنب الذي وقع فيه.