وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
(1539) 07 - وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ, فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ». أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ.
حديث ابن عمر L: رواه البخاري (24)، ومسلم (36).
حديث أبي مسعود I: رواه البخاري (3483).
الحياء: خلق يبعث صاحبه على فعل الحسن واجتناب القبيح. وهو من أفضل الأخلاق وأجلها وأعظمها قدرًا وأكثرها نفعًا، وهو من أسباب الإيمان وأخلاق أهل الإيمان؛ لأنه يمنع من الفواحش ويحمل على الصبر والخير، فهو يقطع صاحبه عن المعاصي ويحجزه عنها، فصار بذلك من الإيمان، فقد قال H: «الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ».
فمن استحيا من الله لما أسبغ عليه من النعم، وحفه به من المكارم، أوجب له هذا الحياء القيام بالواجبات واجتناب المعاصي.
وأيضًا الحياء استعماله منذ زمان النبوة الأولى، فما من نبي إلا وقد ندب إلى الحياء وحث عليه، ولم ينسخ ولم يبدل، قال H: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى –أي: لم يزل أمره ثابتًا منذ بدئ النبوة، ولم ينسخ-: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ, فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ»، أي: إذا لم يكن عندك حياء، فعلت ما شئت من القبائح، فالمانع من فعلها الحياء، وهو منعدم عندك، وفي الصحيحين عن عمران ابن الحصين I، أن النبي H، قال: «الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلا بِخَيْرٍ»، وذلك لأنه يكف عن ارتكاب القبائح، ودناءة الأخلاق، ويحث على استعمال مكارم الأخلاق ومعاليها، فإذا صار الحياء عادة وسجية للشخص؛ فإنه سببٌ لجلب الخير إليه.