2025/01/01
عَنِ ابْنِ عُمَرَ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «المُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ, وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِنَ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ».

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «المُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ, وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِنَ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ». أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ, وَهُوَ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ: إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يُسَمِّ الصِّحَابِيَّ.


تخريج الحديث:

حديث ابن عمر L: رواه ابن ماجه (4032)، وفي سنده عبد الواحد بن صالح، مجهول، وله طريق أخرى عند البخاري في «الأدب المفرد» (388) إسنادها صحيح، ورواه أحمد (2/43) والترمذي (2507)، عن شيخ من أصحاب رسول الله H، وإسناده صحيح.

فقه الحديث:

مسألة: ترك المخالطة للناس([1]):

اختلف العلماء في الأفضل للمسلم: المخالطة للناس أم ترك المخالطة لهم؟

فمذهب جماعة من السلف والإمام مالك: أن الأفضل للمسلم أن يعتزل الناس ويترك المخالطة لهم، إلا لما لابد منه، ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري I جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ H فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «رَجُلٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، وَرَجُلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ: يَعْبُدُ رَبَّهُ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ»، ولما فيه من السلامة من الوقوع في الذنوب التي تحصل بسبب المخالطة للناس، من الغيبة والنميمة وإضاعة الأوقات والإكثار من الكلام، ولأجل التفرغ للعبادة، ولما قد يحصل من التساهل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ومذهب أكثر السلف وأكثر الفقهاء: أن الأفضل الاختلاط بالناس، وعدم اعتزالهم، مع الحرص على السلامة من شرهم وسلامتهم من شره، ومع الصبر على أذاهم، فهذا هو حال رسول الله H، وسائر الأنبياء، وقال تعالى:
﴿ وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْ [ال عمران: ١٠٣]، فأمر بالاجتماع ونهى عن الافتراق، وقال H: «المُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ, وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِنَ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ»، وفي المخالطة لهم فوائد، منها: تكثير سواد المسلمين، وإيصال الخير والحقوق إليهم، من عيادة مريض، وإفشاء سلام، وتشييع جنازة، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وإعانة محتاج وتعاون معهم على البر والتقوى، وهذا هو الراجح.

وأما عند ظهور الفتن وفساد الناس؛ فالعلماء على تفضيل العزلة، إلا أن يكون الإنسان له قدرة على إزالة الفتنة فإنه يجب عليه السعي في إزالتها.

 

([1]) الموسوعة الفقهية الكويتية (30/83).

هذه الصفحة طبعت من - https://sheikh-tawfik.net/art.php?id=1439