وَعَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ : «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ, لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ, عَدَدَ خَلْقِهِ, وَرِضَا نَفْسِهِ, وَزِنَةَ عَرْشِهِ, وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ». أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
حديث جويرية بنت الحارث J: رواه مسلم (2726).
وهو المضاعف بالكمية أو الصفة أو المقدار، وهو أفضل وأعظم من الذكر المفرد المجرد؛ لما يشتمل عليه من التعظيم والتنزيه والثناء لله، من العدد العظيم والمقدار الكبير والوصف العظيم؛ لهذا كان له من الأجر والفضل الشيء الكبير، فقول العبد: «سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ, عَدَدَ خَلْقِهِ, وَرِضَا نَفْسِهِ, وَزِنَةَ عَرْشِهِ, وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ»، ذكر مضاعف يزيد في الفضل والأجر أضعافًا مضاعفة على مجرد الذكر بـ«سبحان الله وبحمده» فقط؛ لما يتضمن من التنزيه لله والتعظيم والثناء عليه، بهذا العدد والوصف والمقدار. فقوله: «عَدَدَ خَلْقِهِ»، أي: عدد كل مخلوق، «وَرِضَا نَفْسِهِ»، أي: تسبيحًا وحمدًا مساويًا لرضا نفسه، «وَزِنَةَ عَرْشِهِ»، أي: وزن عرشه في الثقل، «وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ»، أي: ما لا نهاية لقدره ولا لوصفه ولا لعدده؛ لأن كلمات الله لا نهاية لها. والمداد: الحبر الذي تكتب به الكلمات؛ لهذا كرر رسول الله H هذا الذكر ثلاث مرات، وجعله أثقل وزنًا مما قامت به جويرية J من الذكر لله من بعد صلاة الفجر إلى حين إدراكه لها في الضحى، فقال H: «لَقَدْ قُلْتُ: بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِكَلِمَاتِكِ لَوَزَنَتْهُنَّ»، أي: لغلبتهن وزادت عليهن، ففي هذا التسبيح من صفات الجمال ونعوت الجلال ما يجعله أفضل من غيره من الذكر.
([1]) فقه الأدعية والأذكار، د/ عبد الرزاق البدر (2/44).