- وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ, أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً». أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
حديث ابن مسعود I: رواه الترمذي (448)، وإسناده ضعيف، ففيه عبد الله بن كيسان، مجهول، وموسى بن يعقوب الزمعي، سيء الحفظ.
فقه الحديث:
الأول: افتتاح الدعاء بالثناء على الله E والصلاة على النبي H.
اتفق الفقهاء على استحباب الابتداء بالثناء على الله، ثم الصلاة على النبي H، ثم الدعاء؛ فعن فضالة بن عبيد I، «سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ H رَجُلًا يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ D، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ H فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ H: «عَجِلَ هَذَا» ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ وَلِغَيْرِهِ: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ رَبِّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ، ثُمَّ لِيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ». رواه أحمد (6/18)، وأبو داود (1481)، والنسائي (3/44)، والترمذي (3477)، بإسناد صحيح، وأيضًا تبركًا بذكر الله ورسوله، فيكون أجدر لإجابة الدعاء، وقد أجمع العلماء على استحباب الإكثار من الصلاة على رسول الله H، ففي الحديث: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ, أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً».
الثاني: استقبال القبلة.
قال الفقهاء: يستحب استقبال القبلة عند الدعاء، فقد جاء هذا من فعل الرسول H، ففي البخاري عن ابن مسعود I، أن رسول الله H، كان يصلي عند الكعبة، فوضع بعض الكفار الأذى على عنقه، فلما انتهى من الصلاة، استقبل الكعبة ودعا على هؤلاء النفر، وفي صحيح مسلم: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللهِ H إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ، وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ H الْقِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ».
الثالث: الوضوء عند الدعاء.
ذكر الفقهاء أنه يستحب ذلك، ومما يستدل به: ما في الصحيحين، أن أبا موسى الأشعري I، قال: قلت لرسول الله أن يستغفر لأبي عامر الأشعري، عندما استشهد، وفيه، فدعا رسول الله بماء، فتوضأ، ثم رفع يديه ودعا له.
الرابع: المخافتة في الدعاء وعدم الجهر.
اتفق الفقهاء على أن السنة الإسرار بالدعاء وعدم الجهر، إلا لسبب شرعي يستحب فيه الجهر، قال تعالى: ﴿ ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةًۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ ٥٥ ﴾ [الاعراف: ٥٤]، وقال تعالى: ﴿ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥ نِدَآءً خَفِيّٗا ٣ ﴾ [مريم: ٣].