وذلك بجعل فاصل بين الأعضاء عند غسلها وعدم الموالاة بينها.
172 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ أَنَّهُ سَمِعَ قَتَادَةَ بْنَ دِعَامَةَ، قَالَ: ثَنَا أَنَسٌ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تَوَضَّأَ وَتَرَكَ عَلَى قَدَمِهِ مِثْلَ مَوْضِعِ الظُّفْرِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَلَمْ يَرْوِهِ إِلَّا ابْنُ وَهْبٍ وَحْدَهُ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ، قَالَ: ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ.
«أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تَوَضَّأَ وَتَرَكَ عَلَى قَدَمِهِ مِثْلَ مَوْضِعِ الظُّفْرِ»، أي: ترك بقعة يسيرة في قدمه لم يغسلها، رآها النبي H يابسة لم يصل الماء إليها.
«فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ». أنكر عليه النبي H ذلك.
وفيه أنه لا بد من غسل أعضاء الوضوء غسلًا كاملًا، إذ لو كان الأمر من باب الغالب أو التسامح باليسير لسومح هذا الرجل.
وعلى هذا عامة أهل العلم أنه لابد من غسل العضو في الوضوء كاملًا، فمن ترك جزءًا يسيرًا من العضو لم يصح وضوؤه.
ولابد من إزالة ما على العضو من أشياء تمنع وصول الماء إلى البشرة.
والحديث رجاله ثقات.
«قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَلَمْ يَرْوِهِ إِلَّا ابْنُ وَهْبٍ وَحْدَهُ»، هذا فيه إشارة إلى إعلال الحديث، ولكن الحديث له شاهد رواه جابر I عند مسلم كما سيأتي وأيضًا هذا الإعلال لم يسلم به الجميع.
«وَقَدْ رُوِيَ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْجَزَرِيِّ»، أبو عبد الله العبسي صدوق يخطئ.
«عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ»، محمد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير، صدوق يدلس.
«عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ، قَالَ: ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ». وهذا الحديث رواه مسلم.
وقد اختلف العلماء في المراد بالإحسان هنا، فقال بعضهم: إحسانه يكون بإعادة وضوئه، إذ لو أراد غسل البقعة فقط لقال: ارجع فاغسل هذا المكان، فالمقصود من هذه العبارة إعادة الوضوء.
وقال جماعة من أهل العلم: المراد بالإحسان للوضوء هنا غسل البقعة، وليس المراد إعادة الوضوء، إذ لو كان هذا هو المراد لقال: ارجع فأعد وضوءك.
173 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ وَحُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَعْنَى قَتَادَةَ.
«عن النبي H بمعنى قتادة» أي: بمعنى حديث قتادة.
والحديث مرسل.