2025/01/06
بَابُ تَفْرِيقِ الْوُضُوءِ

 بَابُ تَفْرِيقِ الْوُضُوءِ

وذلك بجعل فاصل بين الأعضاء عند غسلها وعدم الموالاة بينها.

172 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ أَنَّهُ سَمِعَ قَتَادَةَ بْنَ دِعَامَةَ، قَالَ: ثَنَا أَنَسٌ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تَوَضَّأَ وَتَرَكَ عَلَى قَدَمِهِ مِثْلَ مَوْضِعِ الظُّفْرِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَلَمْ يَرْوِهِ إِلَّا ابْنُ وَهْبٍ وَحْدَهُ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ، قَالَ: ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ.

رجال السند:

  1. هارون بن معروف، المروزي أبو علي الخزاز الضرير، ثقة.
  2. ابن وهب، عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي، أبو محمد المصري، ثقة حافظ عابد.
  3. جرير بن حازم، هو ابن زيد الأزدي أبو النضر البصري، ثقة له أوهام إذا حدث من حفظه.
  4. قتادة بن دعامة، السدوسي أبو الخطاب البصري، ثقة ثبت.
  5. أنس، ابن مالك I.

شرح الحديث:

«أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تَوَضَّأَ وَتَرَكَ عَلَى قَدَمِهِ مِثْلَ مَوْضِعِ الظُّفْرِ»، أي: ترك بقعة يسيرة في قدمه لم يغسلها، رآها النبي H يابسة لم يصل الماء إليها.

«فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ». أنكر عليه النبي H ذلك.

وفيه أنه لا بد من غسل أعضاء الوضوء غسلًا كاملًا، إذ لو كان الأمر من باب الغالب أو التسامح باليسير لسومح هذا الرجل.

وعلى هذا عامة أهل العلم أنه لابد من غسل العضو في الوضوء كاملًا، فمن ترك جزءًا يسيرًا من العضو لم يصح وضوؤه.

ولابد من إزالة ما على العضو من أشياء تمنع وصول الماء إلى البشرة.

والحديث رجاله ثقات.

«قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَلَمْ يَرْوِهِ إِلَّا ابْنُ وَهْبٍ وَحْدَهُ»، هذا فيه إشارة إلى إعلال الحديث، ولكن الحديث له شاهد رواه جابر I عند مسلم كما سيأتي وأيضًا هذا الإعلال لم يسلم به الجميع.

«وَقَدْ رُوِيَ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْجَزَرِيِّ»، أبو عبد الله العبسي صدوق يخطئ.

«عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ»، محمد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير، صدوق يدلس.

«عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ، قَالَ: ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ». وهذا الحديث رواه مسلم.

وقد اختلف العلماء في المراد بالإحسان هنا، فقال بعضهم: إحسانه يكون بإعادة وضوئه، إذ لو أراد غسل البقعة فقط لقال: ارجع فاغسل هذا المكان، فالمقصود من هذه العبارة إعادة الوضوء.

وقال جماعة من أهل العلم: المراد بالإحسان للوضوء هنا غسل البقعة، وليس المراد إعادة الوضوء، إذ لو كان هذا هو المراد لقال: ارجع فأعد وضوءك.

 

 173 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ وَحُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَعْنَى قَتَادَةَ.

رجال السند:

  1. موسى بن إسماعيل، المنقري أبو سلمة التبوذكي، ثقة ثبت.
  2. حماد، ابن سلمة بن دينار البصري، أبو سلمة، ثقة عابد، تغير حفظه في آخره.
  3. يونس، ابن عبيد بن دينار العبدي، أبو عبيد البصري، ثقة فاضل ورع.
  4. حميد، ابن أبي حميد الطويل، أبو عبيدة البصري، ثقة يدلس.
  5. الحسن، ابن أبي الحسن الأنصاري البصري، ثقة فقيه فاضل مشهور.

شرح الحديث:

«عن النبي H بمعنى قتادة» أي: بمعنى حديث قتادة.

والحديث مرسل.

هذه الصفحة طبعت من - https://sheikh-tawfik.net/art.php?id=1635