2025/01/07
 بَابٌ فِيمَا يَفِيضُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ مِنَ الْمَاءِ

 بَابٌ فِيمَا يَفِيضُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ مِنَ الْمَاءِ

 أي: يسيل بين الرجل والمرأة من المني أو المذي.

257 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، نَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُوَاءَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عَائِشَةَ فِيمَا يَفِيضُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ مِنَ الْمَاءِ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُ كَفًّا مِنْ مَاءٍ يَصُبُّ عَلَيَّ الْمَاءَ، ثُمَّ يَأْخُذُ كَفًّا مِنْ مَاءٍ ثُمَّ يَصُبُّهُ عَلَيْهِ.

رجال السند:

  1. محمد بن رافع، القشيري النيسابوري، ثقة عابد.
  2. يحيى بن آدم، ابن سليمان الكوفي، أبو زكريا، مولى بني أمية، ثقة حافظ فاضل.
  3. شريك، ابن عبد الله النخعي الكوفي، أبو عبد الله القاضي، صدوق يخطئ كثيرًا.
  4. قيس بن وهب، الهمداني، ثقة.
  5. رجل من بني سواءة بن عامر، مبهم.
  6. عائشةJ.

شرح الحديث:

«فِيمَا يَفِيضُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ مِنَ الْمَاءِ»، سئلت عن الماء الذي يسيل بين الرجل والمرأة من المني أو المذي في غسلهما.

«قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُ كَفًّا مِنْ مَاءٍ يَصُبُّ عَلَيَّ الْمَاءَ»، يأخذ ملء كفه من الماء يصب على هذا الماء الذي سال من الرجل أو المرأة من مني أو مذي.

«ثُمَّ يَأْخُذُ كَفًّا مِنْ مَاءٍ ثُمَّ يَصُبُّهُ عَلَيْهِ»، أي: يزيد كف مرة ثانية ويصب عليه، فيصب على المني أو المذي كفين، فإن كان على المني فهو من باب التنظيف، وقد اختلف العلماء في المني هل هو طاهر أم نجس؟

فقال جماعة من أهل العلم: هو نجس.

وقال جماعة من أهل العلم: هو طاهر؛ لأنه أصل الإنسان، فكيف يكون أصل الإنسان نجسًا، فالمني الصافي الذي لا يخالطه شيء طاهر على الأرجح، فإذا صب عليه الماء، فصب الماء عليه هنا من باب النظافة.

لكن لا يتساهل الإنسان إذا كان عليه مني فيترك غسله لأمرين: الأول: أن النبي H كان يغسلها منه والاقتداء بالنبي H مستحب، والأمر الثاني: للاحتياط، فالخلاف فيه حاصل بين العلماء.

وأما إذا كان مذيًا، فهذا الصب للتطهير، فالمذي نجس عند عامة أهل العلم، فصب الماء عليه لأجل إزالته لأنه نجس، وهل يكفي الرش أم لابد من غسل؟ فيه خلاف بين العلماء.

ظاهر هذا الحديث أنه يكفي الصب، وقد ذهب إليه بعض أهل العلم.

وجمهور أهل العلم يرون أنه لابد من غسله، وهذا الحديث وإن كان ظاهره الرش فقط، لكن الحديث في سنده ضعف.

والفرق بين المني والمذي من ناحية الصفة: أن المني سائل أبيض غليظ يخرج بتدفق وتهدأ معه الشهوة.

أما المذي فيخرج بشهوة أيضًا لكنه سائل أبيض خفيف، ولا تفتر معه الشهوة.

هذه الصفحة طبعت من - https://sheikh-tawfik.net/art.php?id=1719