326 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنْ ذَرٍّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّارٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: فَقَالَ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَضْرِبَ بِيَدَيْكَ إِلَى الْأَرْضِ فَتَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَكَ وَكَفَّيْكَ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارًا يَخْطُبُ بِمِثْلِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: لَمْ يَنْفُخْ، وَذَكَرَ حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: فَضَرَبَ بِكَفَّيْهِ إِلَى الْأَرْضِ وَنَفَخَ.
«إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَضْرِبَ بِيَدَيْكَ إِلَى الْأَرْضِ» يضرب الأرض من أجل التراب.
«فَتَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَكَ وَكَفَّيْكَ»، المسح على الوجه والكفين فقط من الأصابع إلى الرسغ.
وَسَاقَ الْحَدِيثَ.
وهذا اللفظ متفق عليه، وهو الأصح والمحفوظ.
وبحسب الروايات اختلف أيضًا الفقهاء، فمذهب الحنفية والشافعية أنه يمسح على اليدين إلى المرفقين لما جاء في بعض روايات حديث عمار قال له: مسح بيديه إلى المرفق، وأحاديث أخر فيها ضعف.
ومذهب جماعة من السلف والحنابلة والظاهرية إلى أنه يمسح إلى الكفين فقط، وهذا القول هو الأرجح أنه يكفي في التيمم أن يمسح على كفيه، وحديث عمار وإن كان جاء بألفاظ مضطربة إلا أن الروايات يمكن الترجيح فيها، فالراجح أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه أن يمسح الوجه والكفين، وهذه هي رواية الصحيحين.
«قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ»، أبو مالك هو غزوان الغفاري، ثقة.
«قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارًا يَخْطُبُ بِمِثْلِهِ» مثل ما سبق وفيه أنه مسح بها وجهه وكفيه.
«إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: لَمْ يَنْفُخْ، وَذَكَرَ حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ» حسين بن محمد بن بهرام التميمي أبو أحمد المروزي، ثقة.
«عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: فَضَرَبَ بِكَفَّيْهِ إِلَى الْأَرْضِ وَنَفَخَ». والنفخ ثابت وهو أيضًا في الصحيح.