384 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَا: نَا زُهَيْرٌ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِيسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لَنَا طَرِيقًا إِلَى الْمَسْجِدِ مُنْتِنَةً، فَكَيْفَ نَفْعَلُ إِذَا مُطِرْنَا؟ قَالَ: أَلَيْسَ بَعْدَهَا طَرِيقٌ هِيَ أَطْيَبُ مِنْهَا؟ قَالَتْ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَهَذِهِ بِهَذِهِ.
«قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لَنَا طَرِيقًا إِلَى الْمَسْجِدِ مُنْتِنَةً»، لأن النساء كانت تأتي وتصلي في المسجد، ومعنى منتنة: رائحتها كريهة بسبب النجاسة أو غيرها.
«فَكَيْفَ نَفْعَلُ إِذَا مُطِرْنَا؟» لأن الأرض إذا مطرت ازدادت نتنًا وظهرت الرائحة الكريهة.
«قَالَ: أَلَيْسَ بَعْدَهَا طَرِيقٌ هِيَ أَطْيَبُ مِنْهَا؟» يعني: هذه الطريق المنتنة تسلكون بعدها طريقًا هي أنظف منها؟
«قَالَتْ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَهَذِهِ بِهَذِهِ»، هذه الطريق الثانية بالطريق الأولى المنتنة، والمعنى: ما حصل من النتن في الثوب سيطهره ما سيأتي من الأرض الطيبة لأن الثوب يجر فيها.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الثوب يطهر إذا وقعت فيه النجاسة بلا فرق بين رطبة ولا يابسة عند المرور بالأرض الطيبة النظيفة إذا تناثرت هذه النجاسة أو فركت بالتراب عند المشيء بهذه الطريق إذا ذهب أثر النجاسة من باب التخفيف على الناس ودفع الحرج والمشقة.
وأما جمهور أهل العلم فيتولون هذه الأحاديث بتأويل، منها:
أن هذا في غير النجاسة.
أو: أن هذا في النجاسة اليابسة التي ممكن تسقط أما الرطبة فصعب أن تطهر بمجرد المرور بالأرض الطيبة.
والحديث إسناده صحيح.