2025/01/08
خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ فِي رَمَضَانَ عَامَ الْفَتْحِ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ، وَنَصُومُ حَتَّى بَلَغَ مَنْزِلًا مِنَ المَنَازِلِ، فَقَالَ

2406 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، وَوَهْبُ بْنُ بَيَانٍ الْمَعْنَى قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ قَزَعَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ [ص:317] أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَهُوَ يُفْتِي النَّاسَ، وَهُمْ مُكِبُّونَ عَلَيْهِ، فَانْتَظَرْتُ خَلْوَتَهُ، فَلَمَّا خَلَا سَأَلْتُهُ عَنْ صِيَامِ رَمَضَانَ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ عَامَ الْفَتْحِ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ، وَنَصُومُ حَتَّى بَلَغَ مَنْزِلًا مِنَ المَنَازِلِ، فَقَالَ: «إِنَّكُمْ قَدْ دَنَوْتُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ، وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ»، فَأَصْبَحْنَا مِنَّا الصَّائِمُ وَمِنَّا الْمُفْطِرُ، قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَقَالَ: إِنَّكُمْ تُصَبِّحُونَ عَدُوَّكُمْ، وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ فَأَفْطِرُوا، فَكَانَتْ عَزِيمَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: «ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَصُومُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ ذَلِكَ، وَبَعْدَ ذَلِكَ»

رجال السند:

  1. أحمد بن صالح, المصري, أبو جعفر الطبري, ثقة, حافظ.
  2. وهب بن بيان, بن حيان, أبو عبد الله الواسطي, ثقة, عابد.
  3. ابن وهب, عبد الله بن وهب المصري, أبو مسلم, ثقة, فقيه, عابد, حافظ.
  4. معاوية, بن حدير بن سعيد الحضرمي, أبو عمرو الحمصي, صدوق له أوهام.
  5. ربيعة بن يزيد, الدمشقي, أبو شعيب الإيادي, ثقة, عابد.
  6. قزعة, بن يحيى البصري, أبو غادية, ثقة.
  7. أبو سعيد الخدري رضي الله عنه.

شرح الحديث:

أَتَيْتُ [ص:317] أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَهُوَ يُفْتِي النَّاسَ »يجيب على أسئلة وإشكالات الناس.

«وَهُمْ مُكِبُّونَ عَلَيْهِ »لكثرتهم ورغبتهم في سؤاله.

«فَانْتَظَرْتُ خَلْوَتَهُ »فانتظر قزعة حتى ذهب الناس وصار أبو سعيد منفرداً بنفسه.

«فَلَمَّا خَلَا »أي: ذهب عنه الناس.

«سَأَلْتُهُ عَنْ صِيَامِ رَمَضَانَ فِي السَّفَرِ »يعني: عن حكم صيام المسافر في السفر.

«فَقَالَ: »يعني: أبو سعيد الخدري.

« خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ» في شهر رمضان.

« عَامَ الْفَتْحِ، » في فتح مكة, وكانت حينها بيد الكفار.

«فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ، وَنَصُومُ »كانوا يصومون في بداية خروجهم من المدينة لعدم الحاجة للفطر.

«حَتَّى بَلَغَ مَنْزِلًا مِنَ المَنَازِلِ »حتى وصلنا إلى مكان نزلنا فيه.

«فَقَالَ: «إِنَّكُمْ قَدْ دَنَوْتُمْ »أي: قربتم.

«مِنْ عَدُوِّكُمْ »أي: من مشركي مكة.

«وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ »فالصيام يضعفكم وأنت تواجهون العدو.

 «فَأَصْبَحْنَا »أي: جاء الصباح.

«مِنَّا الصَّائِمُ وَمِنَّا الْمُفْطِرُ »صام بعضنا وأفطر بعضنا ولم يفطر الجميع لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم بالإفطار.

«قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا »أي: مشينا جهة مكة.

«فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا »وصلوا إلى مكان قريب من مكة نزلوا فيه.

 «فَقَالَ: إِنَّكُمْ تُصَبِّحُونَ عَدُوَّكُمْ »أي: تلاقون عدوكم في الصباح.

«وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ فَأَفْطِرُوا »والفطر أولى لكم فتتقون به على عدوكم فأمرهم بالإفطار.

«فَكَانَتْ عَزِيمَةً »أي: فكان الإفطار واجباً.

«مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، »أي: أوجب عليهم الإفطار.

«قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: «ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُنِي »أي: بعد ذلك.

«أَصُومُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ »في السفر.

 «قَبْلَ ذَلِكَ »قبل فتح مكة.

«وَبَعْدَ ذَلِكَ »وبعد فتح مكة, وإنما أوجب عليهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يفطروا في سفرهم لفتح مكة, وإلا فالإفطار والصيام كلاهما جائز للمسافر بغير هذه الأيام التي خرجوا فيها لملاقات مشركي مكة, والحديث رواه مسلم.

 

هذه الصفحة طبعت من - https://sheikh-tawfik.net/art.php?id=1907