2025/01/08
بَابُ قَدْرِ مَسِيرَةِ مَا يُفْطَرُ فِيهِ

بَابُ قَدْرِ مَسِيرَةِ مَا يُفْطَرُ فِيهِ

مسافة السفر التي يجوز للصائم أن يفطر فيها.

2413 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ مَنْصُورٍ الْكَلْبِيِّ، أَنَّ دِحْيَةَ بْنَ خَلِيفَةَ خَرَجَ مِنْ قَرْيَةٍ مِنْ دِمَشْقَ مَرَّةً إِلَى قَدْرِ قَرْيَةِ عُقْبَةَ، مِنَ الْفُسْطَاطِ، وَذَلِكَ ثَلَاثَةُ أَمْيَالٍ فِي رَمَضَانَ، ثُمَّ إِنَّهُ أَفْطَرَ وَأَفْطَرَ مَعَهُ نَاسٌ، وَكَرِهَ آخَرُونَ أَنْ يُفْطِرُوا، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى قَرْيَتِهِ، قَالَ: «وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّي أَرَاهُ، إِنَّ قَوْمًا رَغِبُوا عَنْ هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ»، يَقُولُ: ذَلِكَ لِلَّذِينَ صَامُوا، ثُمَّ قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ: «اللَّهُمَّ اقْبِضْنِي إِلَيْكَ»

رجال السند:

  1. عيسى بن حمّاد, بن مسلم التجييبي, ابو موسى المصري, ثقة.
  2. الليث ابن سعد, الفهمي, أبو الحارث المصري, ثقة, إمام, حجة, حافظ.
  3. يزيد بن أبي حبيب.
  4. أبي الخير, مرثد بن عبد الله اليزني, أبو الخير المصري, ثقة, فقيه
  5. منصور بن سعيد الكلبي, مستور.
  6. دحية بن خليفة, الكلبي صحابي رضي الله عنه.

شرح الحديث:

«أَنَّ دِحْيَةَ بْنَ خَلِيفَةَ خَرَجَ مِنْ قَرْيَةٍ مِنْ دِمَشْقَ »أي: خرج من قرية من قرى دمشق, هي مدينة شهيرة من بلاد الشام.

«مَرَّةً »يعني: في مرة من المرات.

«إِلَى قَدْرِ قَرْيَةِ » إلى قرية مسافتها من القرية التي خرج منها إلى قرية.

«عُقْبَةَ، مِنَ الْفُسْطَاطِ، »كمسافة قرية عقبة وهي قرية في بلاد الشام إلى مدينة الفسطاط.

«وَذَلِكَ ثَلَاثَةُ أَمْيَالٍ »مقدار المسافة ثلاثة أميال, والميل الواحد يساوي اثنين كيلو إلا ربع تقريباً, فثلاثة أميال على هذه ستكون نحو خمسة كيلو تقريباً.

«فِي رَمَضَانَ، » في شهر رمضان.

«ثُمَّ إِنَّهُ أَفْطَرَ »أفطر في سفره.

«وَأَفْطَرَ مَعَهُ نَاسٌ »تبعه الناس فأفطروا معه في رمضان لأنه صحابي يقتدى به وهذا مشكل لأن المسافة من القرية التي خرج منها إلى القرية الأخرى  مسافة يسيرة ثلاثة أميال وهذا يحمل على أن القرية التي خرج منها لم تكن مسكناً له وإنما كان نازلاً فيها, أو يحمل على أن القرية التي وصل إليها ليست هي المقصودة, فكان يريد السفر إلى أبعد من هذه المسافة  ثم إنه أفطر بعد ثلاثة أميال من القرية التي خرج منها وهو يريد السفر إلى مسافة أبعد من ذلك.

«وَكَرِهَ آخَرُونَ أَنْ يُفْطِرُوا »ورفض بعض الناس أن يفطر.

«فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى قَرْيَتِهِ »بعدما عاد إلى قريته التي خرج منها.

«قَالَ: «وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا »أي: رأيت اليوم أمراً عجيباً وغريباً.

«مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّي أَرَاهُ »لم أكن أظن أني سأرى مثل هذا الأمر.

«إِنَّ قَوْمًا رَغِبُوا »أي: رغبوا في الإفطار في السفر, لأنهم يعتقدون أنه لا يجوز للمسافر أن يفطر وهذا اعتقاد باطل يرده القرآن والسنة قال تعالى: {فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر} وأحاديث كثيرة فيها جواز الإفطار للصائم وإنما الخلاف في الأفضل فهل الأفضل للمسافر أن يصوم أم الأفضل له أن يفطر, والراجح التفصيل إذا وجد من نفسه القوة فالأفضل له أن يصوم وإن وجد من نفسه الضعف وخشي الضرر فالأفضل له أن يفطر ولا يضر بنفسه.

«عَنْ هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ »وهديه صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه جواز الإفطار في السفر.

« يَقُولُ: ذَلِكَ لِلَّذِينَ صَامُوا، »ينكر هذا على الذين صاموا وهم في سفر لاعتقادهم أن المسافر لا يجوز له الفطر.

«ثُمَّ قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ »قال بعد هذا.

«اللَّهُمَّ اقْبِضْنِي إِلَيْكَ »يعني: اللهم توفني, لأنه رأى أموراً محدثة ليست من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي الصحابة, فكره أن يبقى حياً وأن يعيش وقد وجد من يرغبون عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعن سنة الصحابة, وهذا فيه خطورة المخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ولهدي الصحابة لأن الطريق التي ليست على هديهم هي طريق الانحراف وهي طريق الضلالة, والحديث إسناده فيه ضعف.

 

 

2414 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، «كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْغَابَةِ فَلَا يُفْطِرُ وَلَا يَقْصِرُ»

رجال السند:

  1. مسدد, بن مسرهد.
  2. المعتمر, بن سليمان التيمي, أبو محمد البصري, ثقة.
  3. عبيد الله, بن عمرو بن حفص العدوي, أبو عثمان المدني, ثقة, ثبت.
  4. نافع, مولى بن عمر, أبو عبد الله المدني, ثقة, ثبت.
  5. ابن عمر رضي الله عنه.

شرح الحديث:

«كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْغَابَةِ »موضع قريب من المدينة من جهة الشام.

«فَلَا يُفْطِرُ وَلَا يَقْصِرُ »فلا يفطر من صوم ولا يقصر من الصلاة لأن هذا الموضع قريب من المدينة, فالسفر الذي يجوز قصر الصلاة فيه هو السفر الطويل, وهو يقدر عند جمهور أهل العلم بأربعة برد والذي يساوي ثمانية وأربعين ميلاً وبالكيلو يساوي ثمانين كيلو فما فوق فمن سافر هذه المسافة جاز له أن يفطر في رمضان  ويقصر الصلاة الرباعية, وأما ما دون هذه المسافة فهي قصيرة عند جمهور أهل العلم  فلا يجوز للصائم أن يفطر فيها ولا يجوز للمصلي أن يقصر الصلاة, وهذا الأثر إسناده صحيح.

هذه الصفحة طبعت من - https://sheikh-tawfik.net/art.php?id=1914