2025/01/08
بَابٌ فِي صَوْمِ أَشْهُرِ الْحُرُمِ

بَابٌ فِي صَوْمِ أَشْهُرِ الْحُرُمِ

أي: في الصوم في الأشهر الحرم وهي: شهر القعدة, وشهر ذي الحجة, ومحرم, ورجب, قال تعالى: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم}.

2428 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ [ص:323]، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ مُجِيبَةَ الْبَاهِلِيَّةِ، عَنْ أَبِيهَا، أَوْ عَمِّهَا، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَأَتَاهُ بَعْدَ سَنَةٍ، وَقَدْ تَغَيَّرَتْ حَالُهُ وَهَيْئَتُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا تَعْرِفُنِي، قَالَ: «وَمَنْ أَنْتَ؟» قَالَ: أَنَا الْبَاهِلِيُّ، الَّذِي جِئْتُكَ عَامَ الْأَوَّلِ، قَالَ: «فَمَا غَيَّرَكَ، وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ؟»، قَالَ: مَا أَكَلْتُ طَعَامًا إِلَّا بِلَيْلٍ مُنْذُ فَارَقْتُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَ عَذَّبْتَ نَفْسَكَ، ثُمَّ قَالَ: «صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَيَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»، قَالَ: زِدْنِي فَإِنَّ بِي قُوَّةً، قَالَ: «صُمْ يَوْمَيْنِ»، قَالَ: زِدْنِي، قَالَ: «صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ»، قَالَ: زِدْنِي، قَالَ: صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتْرُكْ "، وَقَالَ: بِأَصَابِعِهِ الثَّلَاثَةِ فَضَمَّهَا ثُمَّ أَرْسَلَهَا

رجال السند:

  1. موسى بن إسماعيل, التبوذكي.
  2. حمّاد, بن سلمة بن دينار البصري, أبو سلمة, ثقة, عابد.
  3. سعيد الجريري, سعيد بن إياس الجريري, أبو مسعود البصري, ثقة.
  4. أبو السّليل, غريب بن نقير, أبو السليل القيسي الجريري, ثقة.
  5. مجيبة الباهلية, مجهولة.
  6. أبيها, عبد الله بن الحارث الباهلي, صحابي.
  7. عمها, لا نعلم من هو.

شرح الحديث:

«أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أبوها أو عمها أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم من بلده.

« ثُمَّ انْطَلَقَ» ثم رجع إلى بلدته.

« فَأَتَاهُ» أي: فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

 « بَعْدَ سَنَةٍ» بعد مضي عام.

« وَقَدْ تَغَيَّرَتْ حَالُهُ وَهَيْئَتُهُ» تغيرت بُنيته وظهر عليه الضعف والتعب.

« فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا تَعْرِفُنِي» أما تذكرني.

 « قَالَ: «وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الْبَاهِلِيُّ، الَّذِي جِئْتُكَ عَامَ الْأَوَّلِ أتيتك العام الماضي، قَالَ: «فَمَا غَيَّرَكَ» يعني: ما الذي جعل حالك يتغير وصرت ضعيفاً شاحباً.

« وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ؟» وقد كنت قوياً, وهيئتك حسنه.

« قَالَ: مَا أَكَلْتُ طَعَامًا إِلَّا بِلَيْلٍ مُنْذُ فَارَقْتُكَ» أي: أنه كان يصوم جميع الأيام ولا يفطر.

« فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَ عَذَّبْتَ نَفْسَكَ» يعني: لم أرهقت نفسك وأتعبت نفسك بهذا السرد للصيام.

« ثُمَّ قَالَ: «صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ» وهو شهر رمضان, وصيامه واجب, ويسمى بشهر الصبر لأن المسلم ملزم بحبس نفسه عن جميع المفطرات من مأكل ومشرب وجماع وغيرها إلا في الليل.

« وَيَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ» يعني: وصم من كل شهر يوماً واحداً تطوعاً مع صيام رمضان.

« قَالَ: زِدْنِي» أي: أياماً أصومها أكثر من ذلك.

« فَإِنَّ بِي قُوَّةً» فأنا قوي أستطيع أن أصوم أكثر من ذلك.

« قَالَ: «صُمْ يَوْمَيْنِ» أي: من كل شهر.

« قَالَ: زِدْنِي» لأنه يجد في نفسه قوة لصيام أكثر من ذلك.

« قَالَ: «صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ» من كل شهر, وهذا كصيام الدهر.

« قَالَ: زِدْنِي» يعني: زدني أياماً أصومها فأني أجد من نفسي قوة.

« قَالَ: صُمْ مِنَ الحُرُمِ» أي: من أيام الأشهر الحرم.

« وَاتْرُكْ» وفطر منها أياماً.

« صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتْرُكْ» أي: صم منه وأفطر.

« صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتْرُكْ» كرر له ثلاثاً للتأكيد.

« وَقَالَ: بِأَصَابِعِهِ الثَّلَاثَةِ فَضَمَّهَا» أي: ضمها لبعضها ومعناه صم ثلاثة أيام من كل شهر من الحرم.

« ثُمَّ أَرْسَلَهَا» أي: وافطر ثلاثة أيام, والمقصود أنه يرشده للإكثار من الصيام في الأشهر الحرم الأربعة فيصوم ثلاثة أيام ويفطر ثلاثة أيام ويصوم ثلاثة ايام ويفطر ثلاثة ايام وهكذا, وهذا يدل على استحباب الصيام في الأشهر الحرم, لكن الحديث فيه ضعف, أما محرم فقد جاءت أدلة خاصة في استحباب صيامه.

هذه الصفحة طبعت من - https://sheikh-tawfik.net/art.php?id=1926