2438 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ»
رجال السند:
شرح الحديث:
«مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا» ليس هنالك أيام العمل الصالح أفضل فيها.
« أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» أحب وأفضل إلى الله من هذه الأيام.
« يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ» يعني: أيام العشر من ذي الحجة, ويبتدأ من اليوم الأول إلى اليوم العاشر.
« قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟» يعني: تكون الأعمال الصالحة في هذه العشر من ذي الحجة أفضل من الجهاد في سبيل الله.
« قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،» أي: ولا الجهاد أفضل منها.
« إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ» أي: مجاهد في سبيل الله.
« بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ» بنفسه يقاتل وصحب معه ماله ليس بحاجة لمال من الجيش ولا من الأمير.
« فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» فقاتل حتى قُتل وذهب ماله فهذا أفضل ممن يعمل الأعمال الصالحات في العشر من ذي الحجة, وهذا فرصة عظيمة للمسلم في جمع الكثير من الأعمال الصالحات في العشر من ذي الحجة, وذكر المصنف هذا الحديث في باب صيام العشر من ذي الحجة لأن العمل الصالح يشمل الصلاة والصيام والأذكار وقراءة القرآن والصدقة, فيكون الصيام مستحباً في هذه العشر لاستحباب العمل الصالح عموماً في هذه العشر ولحديث رواه البخاري.