2470 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَبُّويَةَ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِ عَنْ عَلِىِّ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ صَفِيَّةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلاً فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي - وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - فَمَرَّ رَجُلاَنِ مِنَ الأَنْصَارِ فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- أَسْرَعَا فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍ » « . قَالاَ سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِى مِنَ الإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ فَخَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا ». أَوْ قَالَ « شَرًّا » .
رجال السند:
شرح الحديث:
« كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُعْتَكِفًا» أي: في المسجد وكان غالباً يعتكف في العشر الأواخر من رمضان.
« فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلاً» جاءت من بيتها لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم كان ذلك في الليل, فيه أنه يجوز للمرأة أن تزور زوجها في المسجد إذا أمنت الفتنة.
« فَحَدَّثْتُهُ» أي: تحدثت معه ساعة من الزمان.
« ثُمَّ قُمْتُ» أي: قامت من عند النبي صلى الله عليه وسلم.
« فَانْقَلَبْتُ» أي: لأرجع إلى بيتي.
« فَقَامَ مَعِي» تعني: النبي صلى الله عليه وسلم.
« لِيَقْلِبَنِي» ليردني إلى بيتي لأن هذا كان في الليل.
« وَكَانَ مَسْكَنُهَا» بعيد عن المسجد.
« فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ» في الدار التي صارت فيما بعد لأسامة بن زيد وأما في ذلك الوقت فكان أسامة صغيراً.
« فَمَرَّ رَجُلاَنِ مِنَ الأَنْصَار» بالنبي صلى الله عليه وسلم ومعه صفية.
«ِ فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَ -صلى الله عليه وسلم» ومعه صفية.
« أَسْرَعَا» فعجل في المشي.
« فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- «عَلَى رِسْلِكُمَا» أي: على مهلكما.
« إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍ » إنها زوجتي صفية رضي الله عنها.
« قَالاَ سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ» أي: تعجلا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم لأنهما لا يمكن أن يشكان بالنبي صلى الله عليه وسلم أو يظنان به السوء.
« قَالَ: « إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِى مِنَ الإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ» يعني: الشيطان له وساوس وتسلط على الإنسان فيجري منه مجرى الدم في الذكر والأنثى.
« فَخَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا» أن يوسوس لكما فتظنان بالنبي صلى الله عليه وسلم ظن السوء أو تتهمانه بالسوء فهذا خطير في حقكما, والحديث في الصحيحين.
2471 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِي بِإِسْنَادِهِ بِهَذَا قَالَتْ حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ الَّذِى عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ مَرَّ بِهِمَا رَجُلاَنِ. وَسَاقَ مَعْنَاهُ.
رجال السند:
شرح الحديث:
«بِإِسْنَادِهِ» بإسناده السابق, يعني: عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.
« بِهَذَا» بنفس الحديث.
« قَالَتْ» فيه اختلاف عن اللفظ السابق بالآتي.
« حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ» يعني: لما قام النبي صلى الله عليه وسلم مع صفية ووصل إلى باب المسجد.
« الَّذِى عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ» هذا الباب الذي هو من جهة بيت أم سلمة وقريب من بيت أم سلمة رضي الله عنها.
« مَرَّ بِهِمَا رَجُلاَنِ» مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وصفية رجلان وهما من الأنصار وكان النبي صلى الله عليه وسلم حينها عند باب المسجد لم يخرج منه, وهذا ظاهره أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخرج من المسجد وإنما رافق صفية إلى عند باب المسجد ولم يخرج معها لأنه معتكف, ولو على فرض أنه خرج معها ورافقها إلى بيتها كما يظهر من الرواية السابقة فهذا يحمل على الضرورة لأنه كان في الليل وإلا فالأصل أن المعتكف لا يخرج من معتكفه إلا لقضاء حاجته, سبق ذكره.