2260 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَلَفٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي [ص:279] فَزَارَةَ، فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي جَاءَتْ بِوَلَدٍ أَسْوَدَ، فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟»، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «مَا أَلْوَانُهَا؟»، قَالَ: حُمْرٌ، قَالَ: «فَهَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ؟»، قَالَ: إِنَّ فِيهَا لَوُرْقًا، قَالَ: فَأَنَّى تُرَاهُ؟، قَالَ: «عَسَى أَنْ يَكُونَ نَزَعَهُ عِرْقٌ»، قَالَ: «وَهَذَا عَسَى أَنْ يَكُونَ نَزَعَهُ عِرْقٌ».
رجال السند:
شرح الحديث:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي [ص:279] فَزَارَةَ" قبيلة من العرب.
" فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي جَاءَتْ بِوَلَدٍ أَسْوَدَ" أي: لونه أسود وهذا على خلاف لون أبيه ولون أمه.
" فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟»" أي: هل معك إبل وهي الجمال.
" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «مَا أَلْوَانُهَا؟»، قَالَ: حُمْرٌ" يعني: أغلبها لونه أحمر.
" قَالَ: «فَهَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ؟»" أي: أسمر.
" قَالَ: إِنَّ فِيهَا لَوُرْقًا" أي: مجموعة منها لونه أسمر ولكن غالبها لونه أسمر.
" قَالَ: فَأَنَّى تُرَاهُ؟" يعني: من أين جاء هذا اللون الأورق في ظنك.
" قَالَ: «عَسَى أَنْ يَكُونَ نَزَعَهُ عِرْقٌ»" أي: ربما كان أصوله من لونه أورق فجاء هذا شبيهاً به.
" قَالَ: «وَهَذَا عَسَى أَنْ يَكُونَ نَزَعَهُ عِرْقٌ»" يعني: وولدك الأسود ربما كان من أصولك أو أصول أمه من لونه أسود فجاء شبيهاً به ففي الحديث أنه لا يصح نفي الولد بمجرد اختلاف اللون, فهذه قرينة ضعيفة ربما كان الأب أبيض والأم كذلك, جاء الولد أسمر أو أحمر لأن من أجداده من كان كذلك, فنزعه عرق.
2261 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، وَهُوَ حِينَئِذٍ يُعَرِّضُ بِأَنْ يَنْفِيَهُ،
رجال السند:
شرح الحديث:
بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ" أي: بنفس الإسناد وبنفس المعنى.
" وَهُوَ حِينَئِذٍ يُعَرِّضُ بِأَنْ يَنْفِيَهُ" يذكر للنبي صلى الله عليه وسلم لون ولده يريد أن ينفيه من نسبه لكنه عرض بذلك ولم يصرح به, ففيه أن مجرد التعريض لا يعتبر قذفاً, بخلاف التصريح بالزنا فإنه يكون قذفاً.
2262 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ وَإِنِّي أُنْكِرُهُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ.
رجال السند:
شرح الحديث:
أَنَّ أَعْرَابِيًّا" أي: رجل من أهل البادية.
" أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ" أي: على لون خلاف لون أبويه.
" وَإِنِّي أُنْكِرُهُ" أي: استنكرت ذلك في قلبي.
" فَذَكَرَ مَعْنَاهُ" أي: ذكر معنى الحديث السابق أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله عن ألوان إبله ثم قاس ما جاء من اختلاف لون ولده على ما يحصل من بعض الإبل أنها تكون مختلفة عن لون آباءها وأمهاتها وهذا يسمى بقياس الشبه, وهو قياس صحيح.